أطلق الفنان المبدع والإعلامي المقتدر عبد السلام الخلوفي، أمس الاثنين، من كلماته وألحانه، عملا غنائيا تحت عنوان "صرخة" يرصد فيه ظاهرة اختطاف الأطفال واغتصابهم وقتلهم. ولأن حوادث اختطاف الأطفال واغتصابهم وقتلهم أصبحت ظاهرة تقلقنا بشكل كبير، وتثير قلقا متزايدا داخل المجتمع المغربي وتؤرقه، وغذت تتكرر بسيناريوهات مختلفة في أكثر من مدينة مغربية، ولأنه وجب التفكير في حلول ناجعة للتصدي لهذه الظواهر، كان لابد لعبد السلام الخلوفي أن يبدع أغنية تحت عنوان (صرخة). وفي تصريح ل"تليكسبريس"، قال عبد السلام الخلوفي، من مدينة طنجة التي كانت مسرحا لجريمة شنعاء راح ضحيتها عدنان بوشوف، إن "الأغنية الجديدة عبارة عن صرخة في وجه كل المتربصين بالطفولة البريئة، والتأكيد على ضرورة الانتباه للعواقب النفسية والاجتماعية للظاهرة، وهي ناقوس خطر يدق لتنبيه الجميع للخطر المحدق بالأطفال، من جراء تنامي حوادث الاختطاف والاغتصاب والقتل، بسيناريوهات مختلفة. وأوضح الخلوفي، أن فكرة الأغنية، انبثقت مما تعرض له الطفل عدنان بمدينة طنجة، من الاختطاف والاغتصاب والقتل، في جريمة بشعة اهتز لها المجتمع المغربي، وتوالت الحوادث المؤلمة باختطاف ابنة زاكورة الطفلة نعيمة وقتلها، فاعتراض سبيل الطفل وليد من أجل السرقة ومحاولة المقاومة التي انتهت بقتله، ناهيك عن جرائم مقلقة يكون ضحيتها الأطفال. وأغنية "صرخة"، التي تندرج في إطار ما يعرف ب" الإبداع الاجتماعي"، الذي يحرص المساهمون في إغنائه على التطرق إلى القضايا التي تهم المجتمع، هي من أداء وغناء الفنان أسامة عبد الدايم، وتوزيع محمد خلفاوي حسني، وعزف الفنان هشام اغبالو (الناي والكولة) والفنان محمد قجوار (الإيقاع). موزع الاغنية: محمد خلفاوي حسني المغني اسامة عبد الدايم وأوضح عبد السلام الخلوفي، أن نص الأغنية به ثلاثة مقاطع رئيسية وهي كالتالي: المقطع الأول: عبارة عن نداء آت من عالم آخر أن يطلبوا من الأم إطباق الأجفان، وليس إغماضها، لأنها لن تستطيع لذلك سبيلا. المقطع الثاني فيه تعريف بالظاهرة: تسألونني من أكون؟ أنا من اغتصب في ليل السكون، الليل كناية عن الظلم والسكون هو سكون المجتمع وسكوته على هكذا ظواهر. المقطع الثالث يخاطب الابن الأم من العالم الآخر مرة أخرى ليبشرها بكونه بالجنة التي وعد الرحمان. فبعد الحادث المأساوي والفعل الإجرامي الذي ذهب ضحيته الطفل عدنان بوشوف بطنجة، وما أعقبه من حوادث مماثلة كان ضحيتها أطفال أبرياء بعدد من المدن المغربية، فاض وجدان الفنان عبد السلام الخلوفي، نظما ولحنا، يصرخ باسم هؤلاء الأطفال الضحايا : "اطلبوا من أمي أن تطبق الأجفان .. فابنها اليوم صار في عناية الرحمان .. وانثروا على قبري ما تأتى من الريحان .. وتحصنوا بالثبات ووافر الصبر والسلوان"..."تسألونني من أكون ..أنا من اغتصب في ليل السكون ..أنا الدليل أنا العربون .. أنا من وئد تحت الثرى كالعرجون". وتقدم الفنان عبد السلام الخلوفي بالشكر و التنويه الى جنود هذا العمل، كل من الفنان الطروب أسامة عبد الدايم، الذي تفوق في إيصال اللحن بالشكل الذي كان يصورته، وكذلك الموزع المقتدر محمد خلفاوي حسني، المعروف بإبداعاته المتميزة دوما وأبدا، دون أن ينسى العازفين وخاصة الصوليست على الناي والكولة هشام اغبالو وعازف الإيقاعات محمد قجوار، وكذا موضب العمل كريم تركي. وللتذكير فالفنان المبدع عبد السلام الخلوفي، من مواليد مدينة طنجة العالية سنة 1965، مسيرته الفنية ابتدات سنة 1982 كعضو ضمن جوق المعهد الموسيقي بطنجة، قبل أن يؤسس فرقته الخاصة "ليالي النغم" سنة 1985. ومن أبرز البرامج الموسيقية التلفزيونية التي قام بإعدادها نجد برنامج "شذى الألحان"، و "أنغام الأطلس" و"أنغام" و"الخالدات" و"روح وريحان" و"نغنيوها مغربية" و"ألحان عشقناها"، وكلها حصدت نسب مشاهدة عالية في التلفزيون المغربي.