وصل وفد إماراتي إلى إسرائيل في زيارة رسمية تستمر عدة ساعات، تمثل أول زيارة على مستوى وزاري من الإمارات إلى إسرائيل. الوفد، الذي يضم وزيرا الاقتصاد والمالية الإماراتيان، وصل على متن طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية. وكان في استقبال الوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الزيارة ستقتصر على المطار بسبب المخاوف من فيروس كورونا. ومن المقرر أن يوقّع الوفد الإماراتي مجموعة من الاتفاقات تشمل الطيران والاستثمارات والعلوم والتكنولوجيا، وذلك في أول زيارة رسمية لمسؤولين من البلد الخليجي منذ أن قامت الدولتان بتطبيع العلاقات الشهر الماضي. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول الدولة العبرية. وأضاف رئيس الوزراء مخاطبا رئيس الوفد وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين "اليوم نصنع التاريخ ليبقى للأجيال القادمة (...) سنتذكر هذا اليوم باعتباره يوما مجيدا للسلام". ويتطلع اقتصادا الإمارات وإسرائيل المتضرران جراء فيروس كورونا المستجد، إلى جني ثمار التطبيع الذي كسر سنوات من الإجماع العربي على عدم إقامة علاقات مع إسرائيل حتى تتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. وبحسب بيان إسرائيلي حكومي، فإنه سيتم خلال زيارة الوفد الإماراتي "توقيع اتفاقات في مجال الطيران وحماية الاستثمار والإعفاء من التأشيرات والعلوم والتكنولوجيا". كما أنّه من المفترض أن توقّع الحكومتان اتفاقا يسمح ب28 رحلة تجارية أسبوعيا بين الدولتين. ويرافق الوفد وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين الذي حضر عشاء عمل مع مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين في أبوظبي أمس الإثنين. وكانت إسرائيل وقّعت في 15 سبتمبر في واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحضوره اتّفاق إقامة علاقات مع الإمارات، وهو الأول مع دولة خليجية والثالث عربيا بعد الأردن عام 1994 ومصر سنة 1979. كما وقّعت مع البحرين في المنامة الأحد اتفاقا مماثلا لاقامة علاقات. ويمنح الاتفاقان إسرائيل موطئ قدم غير مسبوق في الخليج الثري. وتُقيم عدة دول نفطيّة عربيّة، بتكتّم، اتصالات مع السلطات الإسرائيلية منذ سنوات. لكنّ تطبيع العلاقات يؤمن فرصاً كثيرة، ولا سيّما الاقتصاديّة منها، لتلك البلدان التي تحاول التخلص من عواقب أزمة فيروس كورونا المستجد. ويرى الفلسطينيون في توقيع الدول الخليجية على هذه الاتفاقيات مع إسرائيل، تخليا عن الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول فلسطيني -لم تسمه- وصفه لزيارة الوفد الإماراتي لإسرائيل بأنها "مخزية".