استغل الأمين بوخبزة، القيادي بحزب العدالة والتنمية، حيزا زمنيا هاما من تدخله خلال اجتماع دورة الجماعة الحضرية لتطوان التي انعقدت يومه الاثنين الماضي، ليطلق العنان للسانه لضرب أعراض النساء، والرجال، والفن، عوض التركيز على ما هو مسطر في جدول الدورة من انتظارات وأوليات المواطنين بمدينة تطوان.
الرجل الملتحي استغل فرصة إبداء رأيه في برامج الدورة المسطرة مسبقا، ليتوقف من حيث لا يدري(وهو يدري) على موضوع "مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط"، واصفا نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي بالصهيوني، معتبرا زوجته نصرانية تلعب أدوارا سينمائية مع الاسرائليين، حيث سبق لها أن نشرت صورا لها، وهي عارية في العديد من المجلات يقول بوخبزة.
أما الفنانات بالنسبة قيادي البيجيدي، فهن مجرد عاهرات وفاسقات، وهي تهم مجانية تعبر عن حقد دفين في نفسية من يتمظهرون، ويتقمصون شخصية المنقذ من الضلال ورعاة معبد الأخلاق وسلوك الأفراد والجماعات. .
ولم يجد بوخبزة من حرج في اعتبار مهرجان تطوان السينمائي، مجرد مهرجان لعرض الأفلام الجنسية، وهو اعتراف ضمني بميولات بوخبزة السينمائية، إذ لولا ذاك الاهتمام بالفن السابع لما استطاع التمييز بين أكثر من عرض سينمائي. وهذا عين التناقض الذي سقط فيه القيادي، إذ أن كل من خالف توجهه المتشدد فهو حرام، وكل المنتسبين لهذا الفن ليسوا إلا صهاينة وفاسقين. إنها فلسفة جديدة يحاول من خلالها بعض العدليين استمالة جمهور محدود التفكير، حيث يتم شحنه بأفكار إقصائية لكل من يخالف عقيدة بوخبزة وأتباعه..
إلى ذلك قالت بعض المصادر، أن بوخبزة مبدئيا، حاول أن يصور نفسه في صورة ذلك الرجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكل ما عدا ذلك يخالف الشرع، فالفن حرام، ومن يشتغل فيه نصرانيا، وفاسقا، ومتدنيا.. وكأني بالقيادي في العادلة والتنمية يحمل عداء خفيا لما هو مقننا قانونيا، ولعل هذا ما يستشف من كلامه لما طالب من المستشارين والسلطة المحلية التصويت ضد الميزانية المخصصة لمهرجان تطوان السينمائي، وفي حالة عدم تنفيذ طلبه، فهم مشاركون في الفسق، وسيحاسبون يوم القيامة حسب تعبير " الواعظ".
لكن بوخبزة "الواعظ" خاب ظنه رغم تهديداته المبطنة، ليتم التصويت على الميزانية من طرف أغلب المستشارين باستثناء اثنين بمن فيهم قيادي العدالة والتنمية، لتطوى بذلك صفحة من الاستئصال والقذف، والشتم، وضرب أعرض الناس، والتشكيك في معتقداتهم، من طرف أشخاص عادة ما يتعاملون انطلاقا من ازدواجية في الشخصية ليس إلا، وهو مرض نفساني يقتضي المعالجة من طرف المختصين في مجال علم النفس، وهم بالمناسبة كُثرٌ داخل حزب المصباح..