قال رشيد لزرق، خبير دستوري ومحلل سياسي، إن خرجات عبد اللطيف وهبي الأمين العام للأصالة والمعاصرة، تخلط الأوراق السياسية، وان تصريحاته المتناقضة تضرب في العمق الفواصل في مشهد سياسي يعرف ضبابية، في الوقت الذي ما يزال فيه الخيار الديمقراطي منذ تعديل الدستور 2011 متعثرا. وأوضح لزرق في تصريح ل"تليكسبريس"، أن وهبي بهذا المسار، حول الأصالة و المعاصرة، إلي عبء على التجربة الديمقراطية بفعل الأزمات التي عاشها والتي تسببت في تفتيته وتصدير مشاكله إلى مؤسسات أخرى، وهذا الوضع يعطّل مسيرة الإصلاحات الضرورية لاسيما التشريعية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى، وأن هذه التحركات يمكن تصنيفها في خانة السعي وتعبيد الطريق نحو المشاركة في حكومة ما بعد انتخابات 2021 . وأكد لزرق، أن وهبي يضرب يمينا و يسارا و باتت يريد أن يكون خصم الجميع و حليف الجميع، دون أن يحدد المصلحة العامة من وراء ذلك، وهذه التصرفات تعطي إنطباعا أن رغم ما تحقق في المغرب، من مكتسبات دستورية فان الفاعل الحزبي عاجز عن ترجمتها كممارسة ديمقراطية، لكون الفعل السياسي، بمثل سلوكات، والأمين العام لحزب البام اظهر أنه لم يعرف تغير جدي وجوهري في الخيارات السياسية و التحالفات على أسس رؤية سياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وهنا يضيف لزرق، أن الامر يطرح إشكالا مسكوتا عنه، لان الأحزاب السياسية تتخذ من الوصول للحكومة غاية عوض أن تكون وسيلة وكون لا شيء تغيير سوي أن من وصلوا للحكومة يواصلون نفس الخيارات، وبكفاءة أقل من سابقيهم. واعترف لزرق، بأن تكريس الخيار الديمقراطي في البلاد لا يزال متعثرا رغم مرور 9 سنوات على اعتماد الدستور الجديد. وذلك لكون من وصلوا للحكومة، عبر انتخابات سعوا إلى البقاء في السلطة كغاية و ليست كوسيلة تمكن من تحقيق وتثبيت الديمقراطية وبناء المؤسسات. وأوضح أنه إذا كانت الانتخابات لا تفرز الأفضل دائما، على اعتبار أن النخبة السياسية في الوقت الحالي لا تحمل مشروعا اقتصاديا و اجتماعيا، بل تمثل فقط منظومة حزبية يلزمها الإصلاح، هذه الأدوات الحزبية تقطع على أنفسهم إبان الحملات الانتخابية، لكن سرعان ما تتنكر لها تحت ذريعة التحالفات، الأمر الذي يفاقم ظاهرة عزوف المواطنين على الانتخابات.