ما كل شاحنة قادمة من وإلى سوس تحمل الخضر والفواكه، هذا ما لم يتم الانتباه إليه جيدا من قبل مصالح الأمن والدرك على طول الطريق التي تربط أكادير بالريش، الشاحنة لم تنقل إلى الريس بضواحي قرب ميدلت، ليمونا ولا طماطما ولا جاءت منها محملة بالتفاح، بل نقلت العدوي بالجملة من مدينة الريش بين ميدلت والراشدية إلى حي مدينة القليعة التابعة لإقليم إنزكان أيت ملول المتاخمة لإقليم اشتوكة أيت بها. بسبب هذه الشاحنة عرفت مدينة القليعة بعمالة إنزكان أيت ملول استنفارا صحيا كبير مند ثلاثة ايام بسبب تفشي الوباء بهذه المدينة المكتظة بالفئات الهشة التي تشتغل بالضيعات الفلاحية ومعامل التلفيف، إلى جانب المعامل والمصانع ببلدية ايت ملول. بسرعة انتقلت العدوي بواسطة هذه الشاحنة من الريش إلى سوس، واستقرت وسط بيت بحي الدشر بالقليعة، ثم امتدت إلى أفراد من العائلة، ومنها يجري البحث الآن إن كان الوباء انتقل إلى وحدة صناعية تشتغل بها واحدة من المصابات، بدأت الجائحة فردية شملت السائق تم اصبحت أسرية ولم تلبث أن أصبحت عائلية ممتدة. كانت البداية بوفاة بأحد دواوير الريش، فحمل سائق يقطن بالقليعة شاحنته، إلى الريش حيث حضر هناك مراسيم عزاء شقيقه الذي عصفت به الجائحة.بعد تقديم التعازي عادت الشاحنة لتطوي المسافة من الجنوب الشرقي إلى إنزكان محملة بوباء كورونا وستدخل القليعة لتشرع في توزيع الفيروس بالجملة. أول مصاب السائق، فبعدما ظهرت عليه أعراض المرض قامت اللجنة الصحية بإجراء التحاليل الخاصة به فكانت نتيجة الفحص إيجابية، وأخضعت آسرته للعزل الصحي وتبين بعد ثلاثة ايام أنها بدورها مصابة بالفيروس وتكونت بسبب ذلك بؤرة عائلية تشكلت من السائق وزوجته وثلاثة من بناته كلهم مصابون، استمر الكشف الطبي بين المخالطين للعائلة التي لم تلتزم بالحجر الصحي فتبين أن الوباء خرج من البيت ليصيب شقيقة الزوج المصاب وزوجها وفرد آخر فكانت المحصلة الأولى ثمانية مصابين. واحدة من هذه المجموعة المصابة، تشتغل بوحدة صناعية بأيت ملول تضم 150 عاملة، ما جعل الرعب يصيب كافة العاملات لتشرع اللجنة الطبية التابعة للمستشفى الإقليمي في عملية مضنية من الكشوفات الطبية بهذا المصنع، وقد كشفت إلى غاية اليوم النتائج المستخرجة عن نتيجة 30 عاملة تبين بأنها سلبية لا تحمل أية عدوى بفيروس كوفيد 19 وستستمر اللجنة في فحص باقي العاملات. هذه الواقعة كشفت في محصلتها كيف أن شاحنة متهورة انتقلت في زمن الطوارئ والعزل بين المدن لجلب العدوى التي انتقلت من الأسرة إلى العائلة ومنها تهدد الآن بالانتقال إلى وحدة صناعية.. وفق ما أوردته الأحداث المغربية..