توفي امحمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو، واكتفت جبهة المرتزقة ببلاغ مقتضب، نعت فيه "فقيد الجبهة" لكن الذين يعرفون ما يجري في مخيمات تندوف متأكدون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن وفاته ليست "موت الله" كما يقال ولكنها بفعل فاعل، ولن يكون سوى المخابرات الجزائرية، التي تقف في صف إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، الذي بدأ منذ مدة في تصفية بعض قادة الجبهة. وامحمد خداد ظل، حسب مصادر عليمة، يشكل خطرا على بقاء غالي في رئاسة الجبهة، لأن خداد تدرب كثيرا، وتكون بشكل لا يتوفر عليه غالي حيث انتمى في بداياته الأولى إلى حزب الشعب الموريتاني ذو التوجه القومي تم انتمى إلى التيار الماركسي قبل أن يتم استقطاب شباب الجبهة من قبل نظامي بومدين والقذافي، وهذا المسار كان يهدد وجود الزعيم. وكانت قيادات في الجبهة اتهمت غالي باغتيال أحمد بوخاري ممثل البوليساريو في أمريكا، الذي توفي أيضا في ظروف غامضة، لأن هذه القيادات لم تعد تقبل بالطريقة الستالينية في تسيير أمور الجبهة مع تصاعد احتجاجات الشباب في المخيمات، التي يتعاطى معها الزعيم بالحديد والنار. حقيقة أن خداد كان يتلقى علاجات دورية لكنها عادية ولم تكن صحته متدهورة نهائيا إلى ان أعلن بشكل فجائي عن وفاته الأربعاء بشكل غامض، لا يستبعد كثيرون أن يكون من تدبير المخابرات الجزائرية باتفاق مع غالي.