بعد ان كشف المسؤولون الاتراك بان سياسة النعامة لم تعد تجدي نفعا مع انتشار الوسائط التكنولوجية وشبكات التواصل الاجتماعي، إضطروا ليلة امس إلى الاعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا وذلك لإضفاء بعض من المشروعية على بلاغاتهم وبياناتهم منذ الاعلان عن تفشي الفيروس في الصين وانتقاله إلى اغلب الدول وخاصة تلك التي تحيط بتركيا.. وأعلن فخر الدين قوجه وزير الصحة التركي، الليلة الماضية، عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في البلاد، وأنه تم وضع الحالة المصابة قيد الحجر الصحي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، خلال مؤتمر صحفي بثته وكالة أنباء الأناضول، أشار فيه إلى أن الفيروس نُقل للشخص المصاب من خلال وجوده في أوروبا مؤخرا، وهي محاولة لتحميل المسؤولية للخارج.. وسيرا على نهج العدالة والتنمية الذي ينبني على سياسة تجعل من الحزب ملاكا لا يأتيه الباطل مطلقا، قال الوزير إن "تسجيل إصابة أو عدة إصابات بكورونا لا يعني أن الفيروس بات وباء"، مضيفا "فيروس كورونا ليس أقوى من التدابير التي اتخذناها، وإصابة شخص به لا يمثل خطرا بالكلية، فلقد تم عزله ومن ثم لا يوجد تهديد بالنسبة للمجتمع"، وهو قول فيه نقاش ويكشف مدى الغرور والاعتداد بالنفس الدى مسؤولي الحزب الاسلامي... وإمعانا في التنصل من المسؤولية وتحميلها للآخر، حذر وزير الصحة التركي المواطنين في بلاده من السفر للخارج ما لم تكن هناك ضرورة لذلك، مطالبا إياهم باتباع التعاليم والإرشادات التي تعلنها وزارة الصحة للوقاية من الإصابة بالفيروس.. ومشددا على أن "النجاح الذي حققناه حتى اليوم في مواجهة كورونا سيضمن لنا سهولة المواجهة فيما بعد"، وهي ادعاءات لا يمكن ان تُقنع أحدا لان تركيا ليست بمنأى عن الفيروس ولا يمكن ان تكون اكثر تقدما على مستوى التطور العلمي ووسائل الوقاية الصحية من باقي الدول التي اصابها الفيروس وأربك سياساتها الصحية.. ومن مظاهر التبجح والهروب إلى الامام، وليّ عنق الحقيقة وهي سلوكات يتقنها حزب العدالة والتنمية، تلك الاخبار التي تصلنا عبر وكالات الانباء والقنوات الاعلامية الرسمية التركية والتي تقول إن مجموعة من دول العالم تتابع "الجهود التي تبذلها تركيا في مجال مكافحة النوع الجديد من فيروس كورونا بكثير من الاهتمام والتقدير، مبدية رغبتها بالتعاون مع تركيا في هذا المجال". وفي قصاصة لوكالة الاناضول نقلا عن وزرة الصحة التركية، جاء في خبر مثير انه "تجري في الوقت الراهن 7 دول، هي أذربيجان واليابان وقرغيزيا وفيتنام وجيبوتي وتركمانستان وقطر، اتصالات مع وزارة الصحة التركية، للحصول على مجموعة التشخيص المطورة، التي تتمتع بدرجة عالية من الدقة في توفير نتائج سريعة حول فيروس كورونا".