أكد رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، ورئيسة مجلس النواب المكسيكي، لاورا أنخيليكا روخاس هيرنانديز، اليوم الثلاثاء بمكسيكو، التزامهما بإعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين. واتفق الجانبان خلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر الكونغرس المكسيكي بحضور عبد القادر سلامة، خليفة رئيس مجلس المستشارين، وسفير المغرب بمكسيكو، عبد الفتاح اللبار، على تكثيف جهودهما لتعزيز علاقات التعاون الثنائية، لاسيما في مجالات مكافحة التغيرات المناخية والنهوض بالمبادلات التجارية وإرساء شراكة نموذجية بين البلدين. وفي هذا السياق، أبرز بن شماش أن هذه الزيارة تشكل فرصة لتوطيد ما راكمته العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين، واستشراف آفاق المستقبل من أجل بناء شراكة وثيقة ونموذجية، مستحضرا الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى المكسيك سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها على مختلف الأصعدة في إطار التعاون جنوب جنوب. وشدد على دور برلماني البلدين في تعزيز وتثمين هذه العلاقات، داعيا إلى استثمار الفرص التي يتيحها الموقع الجيو استراتيجي للبلدين سواء في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية لبناء شراكة مثمرة وبناءة بما يخدم مصلحة الشعبين. كما دعا بنشماش البرلمانيين المكسيكيين إلى زيارة المملكة للوقوف على قوة الاستقرار وتعدد الأوراش التنموية المفتوحة في مختلف المجالات، مؤكدا أن المغرب تحول، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك والتفاف كافة مكونات الشعب المغربي، إلى ورش كبير للإصلاح الشامل وتوطيد المسار الديمقراطي. واعتبر أن زيارة البرلمانيين المكسيكيين للمملكة ومن ضمنها الأقاليم الجنوبية، ستشكل فرصة لترسيخ فهم قضية الصحراء المغربية، واستيعاب دلالات مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، كحل سياسي، عادل وواقعي لإنهاء النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة، وكذا الوقوف على حجم المغالطات والأكاذيب التي تم ترويجها لدى بعض الأوساط. وقال، إن كافة الشروط ناضجة اليوم لإرساء حوار برلماني صريح ومثمر يتوجه نحو المستقبل ويستثمر ما يجمع البلدين من قيم وقواسم وتحديات وكذا فرص مشتركة. من جهتها، أشادت رئيسة مجلس النواب المكسيكي بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب والمكسيك، مؤكدة على أهمية ودور الديبلوماسية البرلمانية في تعزيزها ومواكبتها لترقى إلى مستوى شراكة نموذجية في إطار التعاون جنوب-جنوب. ونوهت في هذا الاطار، بالتوقيع على الاعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني الافريقي الأمريكو لاتيني في فاتح نونبر الماضي بمقر مجلس المستشارين من طرف رؤساء كل الاتحادات والمنظمات البرلمانية الجهوية والقارية بافريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب وبحضور واشراف رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي ، مؤكدة انخراط البرلمان المكسيكي في مسار إرساء هذه المبادرة. كما أشاد الجانب المكسيكي بالإصلاحات السياسية والدستورية التي عرفها المغرب وخصوصا المرتبطة بتعزيز مشاركة وتمثيلية النساء في الحياة السياسية، مثمنا التجربة التنموية والديمقراطية بالمغرب. وعبر أيضا عن الرغبة في إرساء حوار برلماني قائم على روح التشاور وتنسيق المواقف والاحترام المتبادل، بما يمكن من تجاوز معيقات الشراكة والتعاون بين البلدين. ودعا الجانبان خلال هذه المباحثات إلى مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما أتفقا على إحداث آلية برلمانية مشتركة لبلورة خارطة طريق وأجندة عمل مشتركة من أجل استثمار الفرص المتاحة للتعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة من قبيل الهجرة والتغيرات المناخية وكذا تبادل الممارسات الفضلى وخصوصا المساواة بين الجنسين وتعزيز المشاركة والتمثيلية السياسية للشباب والنساء. تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس المستشارين والوفد المرافق له، يقوم بزيارة للمكسيك(24/ 28 فبراير) ، بدعوة من منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكاراييب " الفوبريل "، حيث سيلقي كلمة في حفل تنصيب رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي لرئاسة هذه الهيئة البرلمانية الجهوية الهامة للفترة 2020/ 2021. وسيجري رئيس المجلس خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين البرلمانيين بالمكسيك وكذا مع رؤساء البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء بالفوبريل.