أكد المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة، نور الدين كسا، أن استراتيجية "الجيل الأخضر 2020 2030 " تشكل خارطة طريق لمواصلة دينامية تطور التي شهدها القطاع الفلاحي على صعيد هذه الجهة في إطار مخطط المغرب الأخضر، سواء بالنسبة لدعامته الأولى المرتبطة بالسلاسل الفلاحية العصرية ذات القيمة المضافة العالية، أو بالنسبة للفلاحة التضامنية التي شهدت بدورها نقلة نوعية خاصة على مستوى التثمين والتنظيم المهني، والرفع من الدخل المادي للفلاحين. وأضاف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جهة سوس ماسة سيكون لها نصيب وافر في تنزيل هذه الاستراتيجية الفلاحية الجديدة التي قدمها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد عزيز أخنوش، الخميس المنصرم، بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشتوكة ايت باها، مبرزا أن جهة سوس ماسة تعتبر منطقة فلاحية بامتياز. وأوضح في هذا الصدد أن الهدف الخاص بخلق طبقة وسطى فلاحية في إطار الاستراتيجية الجديدة للتنمية الفلاحية سبق لجهة سوس ماسة أن اشتغلت على هذا الملف من خلال مواكبتها لمشاريع زراعية أطلقها ثلة من المستثمرين، ضمنهم مجموعة من الشباب، معلنا أن المصالح الجهوية لوزارة الفلاحة بصدد استكمال دراسة دقيقة تهم حوالي 50 ألف هكتار من الأراضي الجماعية التي سيتم إعدادها لإطلاق مشاريع استثمار فلاحية، تصب في إطار خلق جيل جديد من المستثمرين الشباب ، وذلك بتنسيق مع المصالح الإدارية المعنية . وأشار إلى أن جهة سوس ماسة ستواصل الاشتغال بدينامية متجددة، في إطار الاستراتيجية الجديدة، على ملف دعم وتطوير المقاولة الفلاحية الخدماتية الموجهة لتحقيق نقلة نوعية في تسويق وتثمين سلاسل إنتاج الحوامض والبواكير التي تحظى جهة سوس ماسة بالريادة فيها على الصعيد الوطني، وكذلك الشأن بالنسبة لسلاسل بعض المنتجات المحلية التضامنية التي تشتهر بها الجهة من قبيل زيت الأركان ومشتقاته، والزعفران، واللوز وغيرها. وسجل نور الدين كسا أهمية النجاح الذي حققته جهة سوس ماسة في المرحلة السابقة على مستوى تطوير التنظيمات المهنية، مذكرا في هذا الصدد بتجربة التعاونية الفلاحية "كوباك" التي يصل عدد منخرطيها إلى حوالي 14 ألف متعاون من منتجي الحوامض والبواكر والحليب، مشيرا إلى أنه سيتم العمل في إطار الاستراتيجية الجديدة على توسيع نموذج هذه التعاونية ليشمل سلاسل إنتاجية أخرى. وشدد على أهمية وضرورة الاهتمام بجانب التكوين والتأطير في إطار تنزيل استراتيجية " الجيل الأخضر 2020 2030" على صعيد جهة سوس ماسة، مذكرا بالعديد من المكتسبات التي سبق أن تحققت لفائدة القطاع الفلاحي في الجهة بفضل التكوين والتأطير والتنسيق مع بعض المؤسسات التابعة لوزارة الفلاحة من ضمنها "المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية"، و" المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية"، و"وكالة التنمية الفلاحية" وغيرها. وارتباطا بالشق المتعلق بتثمين الإنتاج الزراعي، أوضح المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة، أن الاهتمام سينصب أيضا في إطار الاستراتيجية الجديدة للتنمية الفلاحية على تطوير الرقمنة وتوسيع مجال استعمالها، لاسيما وأن جهة سوس ماسة تحظي بالريادة على الصعيد الوطني في مجال الصادرات المغربية من البواكير والتي تصل نسبة 85 في المائة، وكذلك الشأن بالنسبة للحوامض التي تصل نسبة صادرات الجهة منها حوالي 65 في المائة . وأضاف أن الرقمنة ستشمل أيضا منتجات الفلاحة التضامنية مثل الأركان، والزعفران وغيرها قصد تثمين المنتجات الزراعية والرفع من جودتها ، معلنا أنه سيتم خلال فترة تنزيل الاستراتيجية الجديدة 2020 2030 توسيع المساحات الأرضية المشمولة بعدد من منتجات الفلاحة التضامنية مثل الزيتون والخروب والتفاح وغيرها ، حيث يشكل الاهتمام بالعنصر البشري ، وخلق مزيد من فرص التشغيل في المجال القروي والمناطق الجبلية هدفا محوريا ضمن هذه الرؤية التنموية الطموحة. كما سيتم الاهتمام أيضا في إطار استراتيجية "الجيل الأخضر 2020 2030" بتحقيق نقلة نوعية في ما يتعلق بالنهوض بالأركان الزراعي، حيث أشار السيد نور الدين قسا ، إلى أن جهة سوس ماسة على وشك الانتهاء من غرس 2000 هكتار ، في الوقت الذي انطلقت فيه عملية غرس ألفي هكتار ثانية، وستنطلق في غضون السنة الجارية عملية غرس ألفي هكتار ثالثة ، ليصل مجموع المساحات التي سيشملها الأركان الزراعي في جهة سوس ماسة 6 آلاف هكتار، ستضاف إلى 4 آلاف هكتار في مناطق تابعة لجهتي مراكشآسفي، وكلميم واد نون. وموازاة مع النتائج الإيجابية المتوقعة بخصوص الرفع من كميات الإنتاج، قال السيد كسا إن الاهتمام منصب من طرف مختلف المتدخلين ،في إطار الاستراتيجية الجديدة ، على هيكلة وتحسين مسالك التوزيع وتحديثها ، وذلك عبر إنشاء جيل جديد من الأسواق ، حيث أعلن أن جهة سوس ماسة سبق لها أن أنجزت دراسة حول سوق عصري كبير مندمج للمنتجات الفلاحية سواء الموجهة منها للتصدير أو للسوق الداخلية. وعلاوة عن ذلك سيتم العمل في إطار الاستراتيجية الجديدة على عصرنة وتطوير الأسواق الجهوية من أجل تحسين جودة المنتجات الزراعية الموجهة للمسالك الداخلية، فضلا عن إعطاء اهتمام خاص لوحدات التخزين. وخلص المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة إلى القول بأن تنزيل استراتيجية "الجيل الأخضر 2020 2030" على مستوى جهة سوس ماسة سيتم في إطار مراعاة شروط الاستدامة، خاصة في الشق المتعلق منها بالحفاظ على الموارد المائية ، حيث أشار في هذا السياق إلى المجهود الكبير الذي تم بذله على صعيد هذه الجهة من أجل توسيع مجال استعمال الري بالتنقيط والذي حقق نتائج فاقت الأهداف المحددة سلفا، مؤكدا أن هذه الرؤية التي تراعي الاستدامة ستتواصل على صعيد المناطق الزراعية لسوس ماسة، مع تشغيل المشروع الاستراتيجي الكبير للسقي بمياه البحر المحلاة في محطة اشتوكة، والذي من المتوقع أن يتم الشروع في استغلالها بحلو شهر مارس من السنة القادمة.