أكد المدير العام للمركز الإفريقي للذكاء الاستراتيجي، السيد عبد اللطيف حيدرة، اليوم السبت بمراكش، أن المغرب باعتباره فاعلا رئيسيا، بات يضطلع بدور ريادي في مختلف المجالات على الصعيد القاري. وقال السيد حيدرة (السينغال)، في تصريح على هامش أشغال الدورة 11 من المؤتمر الدولي "منتدى مراكش للأمن"، إن المغرب يلعب دورا كبيرا في القارة السمراء، لاسيما بغرب إفريقيا، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وكافة أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وفي هذا السياق، أبرز السيد حيدرة أهمية المهمة التي تقودها المملكة في مجال تكوين الأئمة ونشر قيم الإسلام السمح الذي يدعو إلى "السلم والأمن بالعالم، بعيدا عن التطرف والإرهاب". وأشار إلى أن المغرب يضطلع أيضا، بدور هام على المستوى الاقتصادي، ذلك أن "الإرهاب يمثل الشجرة التي تخفي غابة الحكامة السيئة والظلم الاجتماعي والتقهقر التنموي والتهيئة السيئة للتراب، وهي العوامل التي يستغلها المتطرفون لتنفيذ مشاريعهم المدمرة". وسجل أن جميع دول غرب إفريقيا استفادت من المساهمة الاقتصادية للمغرب عبر الفاعلين الصناعيين والأبناك قصد خلق الثروات وامتصاص البطالة، مؤكدا على الجهود الملحوظة للمملكة وتجذرها في العمق الإفريقي، بشكل يساهم في النهوض بالجانب السوسيو-اقتصادي للقارة. وتابع أن المملكة أضحت "تضطلع بدور كبير في الفضاء الديني للقارة بفضل العناية السامية التي يحيط بها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس المسلمين في القارة". وجدد الخبير السينغالي التأكيد على دعمه لمشروع عضوية المغرب لمنظمة (سيدياو)، انطلاقا من الجذور الإفريقية للمملكة في القارة وارتباطها بعلاقات تاريخية وعميقة مع دول المنطقة. وعلى صعيد آخر، نوه السيد حيدرة بوجاهة تنظيم منتدى مراكش للأمن، باعتباره الفضاء الأمثل للتبادل وتقاسم الأفكار حول النقاط البارزة التي تمس عالم اليوم عموما وإفريقيا خصوصا. وتختتم اليوم، أشغال الدورة 11 من المؤتمر الدولي "منتدى مراكش للأمن"، الذي نظم هذه السنة تحت شعار "الحفاظ على استقرار إفريقيا في مواجهة أشكال الإرهاب والتهديدات الشمولية". وعرف هذا المنتدى حضور أزيد من 150 مشارك رفيع المستوى، ضمنهم مسؤولون مدنيون وعسكريون، ورؤساء منظمات دولية، وأمنيون، وخبراء أفارقة وأمريكيون وأوروبيون وآسيويون، ينحدرون من حوالي 40 بلدا. وشكل هذا المؤتمر الدولي، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، فضاء للنقاش والتحليل وتبادل الخبرات في هذا المجال. وسلط دورة هذه السنة الضوء على التجربة المغربية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، باعتبارها "تجربة غنية وفريدة مشهود لها بالنجاعة على الصعيد العالمي"، نابعة من الأدوار الطلائعية للمغرب كفاعل رئيسي على الساحة الدولية. وانصب النقاش خلال هذا المنتدى على عدد من المواضيع، منها على الخصوص، "الآفاق الاستراتيجية الإفريقية على ضوء التوازنات الهشة (سياق أمني غير مؤكد وطارئ)"، و"الجنوب .. مسرح لحروب الجيل الرابع (أو الحروب الهجينة)"، و"الاستخبار في عهد العولمة والتهديدات الشاملة"، و"الحرب السيبرانية : تهديدات جديدة وجيوسياسية جديدة". كما استعرض المشاركون قضايا أخرى على صلة ب"النموذج المغربي في الدبلوماسية والدفاع والأمن"، و"الساحل في مواجهة خطر الجهاد"، و"بعد النوع .. عنصر للوقاية ومكافحة الطائفية كعامل للتطرف العنيف"، و"الطائفية والتطرف وإرهاب اليمين المتطرف في الغرب".