شرع الإعلامي والكاتب الصحفي وخبير التواصل، الدكتور أحمد الدافري، العضو السابق في لجنة انتقاء الأعمال التلفزية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم الخميس 2 يناير 2020، في كشف اختلالات تعتري عمل هذه اللجنة التي كان عضوا فيها قبل أن يقدم استقالته منها شهر أكتوبر الماضي، حيث بدأ في نشر سلسلة حلقات على صفحته في الفايسبوك ابتداء من اليوم. وفي ما يلي ما جاء في الحلقة التي نشرها اليوم: صفقتان ضخمتان في طلب عروض واحد أواصل اليوم من خلال هذا الكشف الخامس الحديث عن عدد من الاختلالات والتجاوزات التي يشهدها الإنتاج التلفزي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، انطلاقا من عدد من الوقائع التي أنتظر أن يقوم المجلس الأعلى للحسابات بالبت فيها وبطلب استفسارات حولها، وإلا فلا مجال للحديث لا عن حسابات ولا عن محاسبة ولا هم يحزنون... وهي اختلالات وتجاوزات موثقة بالمستندات.. في طلب العروض رقم 1 لسنة 2018، الخاص بإنتاجات شبكة البرامج وبرامج رمضان 2019، تقدمت الشركة المعلومة التي تحدثت عنها في الكشف 2 والكشف 3 للمنافسة على صفقة إنتاج مسلسل ميزانيته مليار و80 مليون سنتيم، وفازت به. وهذه الشركة المتعودة على الفوز بصفقات إنتاج مسلسلات بهذه الميزانية، فازت في طلب العروض هذا ذاته، بصفقة إنتاج مسلسل ثان، أي في الوقت نفسه، ميزانيته هي مليار و314 مليون سنتيم. يعني أنها فازت بصفقتين اثنتين في طلب عروض واحد، المبلغ المخصص لهما هو ملياران و394 مليون. والغريب هو أن قانون صفقات طلب العروض هذا يشير إلى أن كل مسلسل يجب إنجازه في مدة 6 أشهر. بمعنى أن المسلسلين معا ينبغي أن يتم إنجاز الحلقات الثلاثين لكل واحد منهما وتقديم الحلقات الستين لمديرية الإنتاج في أجل هو ستة أشهر.. وهذا أمر مستحيل في المغرب. والدليل على ذلك، أن المسلسل الذي تبلغ ميزانيته مليار و314 مليون مازلنا لا نعرف مآله. أما المسلسل الذي ميزانيته مليار و80 مليون سنتيم فيقال بأنه سيتم بثه في القناة الأولى في رمضان 2020. هذا المسلسل الأخير، كل من اطلع على مشروعه المكتوب، سيلاحظ بأن ملفه رديء جدا من حيث الشكل، وهو الأمر الذي اعتذر عنه صاحبا الشركة بعد ان طالبتهما واحدة من الأعضاء الداخليين بأن يهتما بالملفات التي يتقدمان بها في طلبات العروض ويجتهدا أكثر على مستوى الشكل.. أما على مستوى المضمون، فإن الحلقات الثلاث الأولى من السيناريو، التي ينص القانون على أن تكون ضمن الملف التقني والفني للمشروع، تتكون الحلقة الأولى منها من 16 مشهدا، والحلقة الثانية تتكون من 17 مشهدا، والحلقة الثالثة تتكون من 18 مشهدا.. وكل خبير في مجال كتابة السيناريو، أو في مجال الإخراج أو الإنتاج أو المونطاج، إن أعطيته أي حلقة من هذه الحلقات الثلاث، وطلبت منه استعمال الكرونومتر، لا يمكن أن يصنع منها حلقة مدتها ثلاثين دقيقة وفق ما هو مطلوب في الصفقة، بمعنى ان هذه الحلقات غير تامة.. وللإشارة، فإن هذا المسلسل الأخير، شاركت في كتابته شقيقة السيدة مديرة مديرية البرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي سبق لها أن كانت واحدة من أعضاء لجنة انتقاء المشاريع. وهذا ما كان (يُتبع)