لن يصدق أحد أن القائد الصالح، الذراع الضاربة في الجزائر مات بسكتة قلبية، أياما قليلة بعد تنصيب عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد. مقلق جدا خبر وفاة رجل قوي في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشارع الجزائري المطالب برأس القايد صالح وتنحية العسكر من قيادة البلاد.. لكن المعروف أن المؤسسة العسكرية هي التي نصبت الرئيس تبون وهي التي تسير البلاد، وهي من أزاحت بوتفليقة، وحاكمت حاشيته. والمؤسسة العسكرية هي نفسها التي قد تكون تخلصت من القايد صالح بضغط من الشارع.. كما أن تصفية القايد صالح، أحد الوجوه المقيتة في صفوف المؤسسة العسكرية، جاءت لتلميع صورة هذه الأخيرة بعد أن تلطخت بدماء الضحايا على مر عقود، وكان لزاما تغيير وجه المؤسسة خاصة بعد أن وصلت أزمتها إلى الباب المسدود، فإما أن تتنحى وتعود إلى الثكنات او تعيد إحكام قبضتها على زمام الأمور بطرق أخرى عبر الاختفاء وراء رئيس مدني وممارسة السلطة بأشكال ملتوية وغير مباشرة كما كانت تفعل من قبل.. وتأتي تصفية القايد صالح كحل وحيد وأوحد لجعل الشعب يتعاطف مع المؤسسة العسكرية عبر إقامة مراسيم تأبينية سيتم التركيز فيها على الأدوار الطلائعية التي قامت بها المؤسسة العسكرية لاستقرار الجزائر والدفاع عن وحدتها وأمنها واستقرارها في مواجهة الأعداء الحقيقيين والوهميين، وكذا إبراز خصلات الفقيد القايد صالح والعزف على وتر الوطنية وجيش التحرير الشعبي والثورة النوفمبرية والباديسية وهلم تعابير لم يعد يثق بها الجزائريون الذين يصرون على اقتلاع جذور النظام الفاسد وبناء نظام مدني بعيدا عن أوامر الجيش وتدخله في الشؤون السياسية..