أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أنه وفقا للرؤية الملكية، فإن المغرب على قناعة بأنه يتعين على إفريقيا أن تعمل على جعل التعاون في خدمة ثلاثية "التعليم والتكوين والتشغيل". وأبرز الوزير في كلمة، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة، التي ينظمها "اتحاد طلبة عموم إفريقيا"، بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، أنه يجب ضمان التعليم وتسريع التكوين وخلق فرص الشغل. واعتبر أيضا أن التعليم يجب ألا يواجه أي مشكل سواء في ما يخص الولوج أو الجودة، مسجلا أن التكوين يجب أن يعزز قابلية توظيف الشباب، بينما يجب توفير فرص الشغل ل30 مليون من الشباب الذين سيدخلون، سنويا، انطلاقا من العشرية المقبلة، إلى سوق الشغل بإفريقيا. ومن جهة أخرى، أشار السيد بوريطة، الذي كان يتحدث بحضور العديد من نظرائه الأفارقة، إلى أن انعقاد هذه التظاهرة في الرباط، بدعم من المغرب، هو تعبير، بسيط وملموس وبليغ في الوقت ذاته، على ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصالح إفريقيا وشبابها، مسجلا أن الأمر يتعلق بريادة موحدة. وأشار في هذا الصدد، إلى أن المغرب يخاطب الشباب الإفريقي بكامله، دون تمييز بين المناطق. وأبرز الوزير أيضا الريادة البراغماتية لجلالة الملك، لأن المغرب منخرط في مبادرات ملموسة ونوعية على أرض الواقع. إن الأمر يتعلق بريادة تحسن الإنصات، لأن المغرب يتفهم انتظارات الشباب الإفريقي، مع الأخذ في الاعتبار الفرص والتحديات. وأبرز الوزير أن الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة تحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن هذا الامتياز، النادر والثمين، يؤكد وجاهة موضوعها، ومواءمته للأولويات المنبثقة عن الرؤية الملكية لعلاقة المملكة المغربية بقارتها إفريقيا. واعتبر على صعيد آخر، أنه لا ينبغي اعتبار إفريقيا مجرد "منجم من الفرص"، مشددا على أن القارة بحاجة إلى خلق واستثمار الفرص الخاصة بها وكذا توليد ثرواتها الخاصة. وأوضح أنه لخلق الثروة، هناك حاجة إلى أصحاب المشاريع، وللقيام بذلك، يجب تشجيع وتحفيز روح المقاولة، باعتبارها رافعة تكميلية لخلق فرص الشغل لفائدة الشباب الإفريقي. وقال الوزير إنه "في إطار مجهود مشترك، يتعين على القطاع العام والقطاع الخاص والقطاعات البنكية والمالية القيام بذلك. وكذلك الأمر بالنسبة للشركات الناشئة، لا ينبغي أن يشكل الولوج إلى التمويل أداة للعرقلة. لأنه إذا كانت الموهبة عالمية، فإن تحقيقها ليس كذلك. يجب أن نساعدها على البروز ونعمل على مواكبتها وتثمينها وتمكينها"، مؤكدا أن التزام المملكة تجاه إفريقيا يرتكز أولا على رأسمالها البشري، وبالخصوص، على شبابها وتكوينهم. وذكر في هذا السياق، بأنه منذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، قام المغرب بتكوين عشرات الآلاف من الطلبة، القادمين من 47 بلدا إفريقيا، موضحا أن أكثر من 90 في المائة من هؤلاء الطلبة تابعوا دراستهم في الجامعات ومعاهد التكوين، في إطار منح دراسية تمنحها المملكة. وقال إنه برسم الدخول الأكاديمي 2018- 2019 فقط، يدرس 12 ألف طالب إفريقي، من بين 14 ألف طالب أجنبي في المغرب، في إطار التعاون، مضيفا أن أكثر من 5000 إطار في القطاع العام بالعديد من الدول الإفريقية الشقيقة استفادوا من دورات تكوينية بالمملكة. وأكد السيد بوريطة أيضا أن تكوين الشباب يمثل ورشا ذا أولوية في إطار التعاون جنوب -جنوب، والذي تسهر عليه الوكالة المغربية للتعاون الدولي، مسجلا أن الأمر يتعلق بتعاون تضامني وفاعل، موجه نحو الشباب وقائم على تبادل التجارب والخبرات، في القطاعات التي تتلاءم مع احتياجات سوق الشغل، مثل الكهربة والفلاحة والصحة والسياحة وكذا البنيات التحتية. وخلص إلى أن رغبة المغرب هي ألا ت ستخدم المواهب الإفريقية أبدا في توسيع عدد المقصيين، ولا سيما النساء والفتيات، والانضمام إلى صفوف الساخطين والمعرضين لجميع أشكال التطرف. من جهته، أبرز الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي السيد ادريس أوعويشة الرؤية الملكية الاستراتيجية المتجهة نحو إفريقيا في إطار تعاون جنوب -جنوب متضامن وفعال، مشيرا إلى أن العدد الهام من الطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم في الجامعات والمدارس والمعاهد العليا المغربية يعد تجسيدا لهذا التضامن والتعاون مع القارة. كما أشار الوزير إلى أن الشباب يمثل قوة ومستقبل القارة التي تزخر بمؤهلات هائلة وشباب مؤهل. وتطرق أيضا إلى التنوع اللغوي في المغرب، مشيرا إلى أن التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم تتطلب من الطلبة اكتساب مهارات علمية واجتماعية ومهنية وتشجيع روح المبادرة وتمكين الشباب. وتعد هذه القمة المنظمة من 20 إلى 23 دجنبر الجاري تحت شعار "مستقبل إفريقيا .. التحديات والآفاق بالنسبة للشباب"، أكبر تجمع طلابي في إفريقيا. ويتعلق الأمر بلقاء سنوي كبير لاتحاد جمعيات الطلبة الأفارقة، يجمع كل عام آلاف الطلبة الأفارقة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه شباب القارة. ومن المتوقع أن يشارك في الدورة الثامنة للقمة أكثر من ألف مشارك من ضمنهم طلبة ومسؤولو جمعيات طلابية إفريقية وخريجو جامعات وأطر ومسؤولون رفيعو المستوى من بينهم عدة وزراء وسفراء ينتمون ل52 دولة إفريقية. وستوفر دورة هذه السنة فضاءات للنقاش وتبادل الأفكار حول ريادة الأعمال في إفريقيا وورشات عمل، علاوة على أنشطة ثقافية ورياضية.