قال حمادة البيهي، مسؤول سابق في جبهة البوليساريو، إن شاحنات المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة إلى مخيمات تندوف، تخرج من ميناء وهرانبالجزائر، لكنها لا تصل كلها إلى ساكنة المخيمات، ذلك أن الطابور الأول من هذه الشاحنات يختفي في منتصف الطريق ويذهب إلى أماكن التخزين ثم بعدها إلى التسويق والاتجار. وأوضح البيهي، رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، خلال شهادته في ندوة صحفية بجنيف حول واقع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، نظمت أمس الأربعاء، أنه طيلة 40 سنة من تواجده في هذه المخيمات، لا يعرف عن القضية سوى ما تعلّمه في كوبا ولدى البوليساريو، ولم يكن يوما من الأيام من مؤسسي الجبهة، بل هو من جيل آخر تعرض للانتهاكات الفظيعة من طرف القيادة. وكشف البيهي، أن لا أحد في مخيمات تندوف يحمل بطاقة لاجئ، فحتى الدخول إلى منطقة اخرى في الجزائر يتطلب أمرا ووثيقة تسمح لك بالتنقل، يقدمها مكتب عسكري جزائري مقره في تندوف، فليس هناك لا حرية تعبير أو تنقل. وقال البيهي، إنه بعد عودته من الدراسة في كوبا، وجد وضعا بئيسا في تندوف: عائلات تم تشتيتها وتشريدها وقتل الكثير من الضحايا والزج بهم في السجون، قبل أن يعين في ما يسمى ب"وزارة التشريفات والأوسمة"، ويتم تكليفه بالسهر على ملف المساعدات الإنسانية. وتوقف البيهي كثيرا عند هذا الملف الخطير، الذي تسترزق من ورائه قيادة البوليساريو بتواطؤ مع جنرالات الجزائر، حيث اكتشف البيهي خلال عودته ذات مرة بعد تسلم شحنة من المساعدات الإنسانية، أن شاحنات محملة بأطنان من المساعدات اختفت بمجرد خروجها من ميناء وهرانبالجزائر، ولما سأل أحد السائقين أخبره أن الأمر عادي، فمنذ زمان وتلك الشاحنات تختفي في الطابور الأول والتي تكون محملة بأجود السلع، لتحال على مراكز التخزين لتباع بعد ذلك.