مع حلول فصل الشتاء والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، تضطر العديد من الأسر إلى اقتناء المدفئات التي تستخدم بالغاز أو الكهرباء، غير انه أحيان كثيرة يكون هناك جهل تام لطريقة ومكان استخدامها وتتحول إلى مصدر خطر يسفر عن حوادث مميتة. وفي هذا الصدد، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إنه في "السابق كانت تعرض حملات تحسيسية تلفزية تقدم للمتلقي توجيهات وقائية لاستعمال المدفئات بالمنازل"، مفيدا أن " حملات التوعية لها فوائد كبيرة غير أنها لم تعد تبث". وطالب الخراطي، "وزارتا الصحة والطاقة بأن تقوم بحملات تحسيسية في هذه الفترة، بهدف توعية المواطنين حول كيفية استعمال كل أنواع المدفئات (الكهربائية، الغازية) وأيضا استعمال الفحم الحجري والخشب"، مشددا على أن "المواطن في حاجة إلى التوجيه لتجنب حوادث الموت التي يكون ضحاياها بسبب القاتل الصامت". وواصل الخراطي، حديثه قائلا: "عندما يستنشق الإنسان أول أكسيد الكربون السام، حيث يدخل الغاز مجرى الدم ويتحد مع الهيموغلوبين في الكريات الحمراء، ما يجعل هذه الكريات غير قادرة على نقل غاز الأكسيجين إلى خلايا وأنسجة الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالاختناق ثم إلى الوفاة". ودعا الخراطي المواطنين باتخاذ الخطوات الاحتياطية والوقائية "كتدفئة فضاء المنزل دون أن يتواجد به الأشخاص، مع الحرص على ضرورة فتح منافذ التهوية لإخراج الانبعاثات الغازية"، مشيرا إلى أن "الاختناق بالغاز يتسبب في حالات التسمم وتظهر أعراضه بالشعور بالغثيان والقيء والصداع متبوعا بالإحساس بالعياء والدوخة والدوار صعوبة التنفس وفقدان الوعي وفي درجات قصوى الموت". أما بشأن المدفئات الكهربائية، قال ذات المتحدث: "نحن كجامعة المستهلك ننصح المواطنين بوضع كأس الماء بجانب المدفأة من أجل منح الفضاء نسبة من الرطوبة وتجنب الجفاف على مستوى الرئتين". وحول مسألة المراقبة والجودة بالنسبة للمدفئات الكهربائية والغازية، ربط الخراطي، المسؤولية الرسمية والقانونية لمراقبة هذه الآليات من اختصاص وزارة التجارة والصناعة، وقال، هذه الوزارة "يعمل تحت مسؤوليتها مراقبين يشتغلون على مستوى الحدود فيما يخص المواد المستوردة وأيضا بالمعامل والشركات تلك المصنعة بالمغرب". ونصح الخراطي، المستهلكين عند اقتناء هذه الآلات ب"ضرورة التأكد من تضمنها لعلامة المطابقة لمعايير السلامة المعمول بها (م)"، محذرا من شراء الآلات المستعملة المستوردة من الخارج.