قال جيمس روزفلت حفيد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت٬ مساء أمس الثلاثاء٬ إن علاقات الصداقة العريقة التي تربط بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية تعززت أكثر مع توالي العقود مما سمح بالرفع من مستوى التعاون بين البلدين. واعتبر جيمس روزفلت٬ في كلمة خلال لقاء احتضنته المكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني حول "مؤتمر أنفا 1943: نظرات متقاطعة لسبعين سنة من التعاون المغربي الأمريكي" بمناسبة مرور 70 سنة عن انعقاد المؤتمر٬ أن التعاون الثنائي تقوى من خلال بناء علاقات دبلوماسية "ممتازة" وتطوير المبادلات الاقتصادية والثقافية٬ مذكرا بأن المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وأشار إلى أن المؤتمر٬ المنظم في 14 يناير 1943 بفندق أنفا بالدارالبيضاء٬ شكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية أبرزت موقع المملكة في العلاقات الدولية حينذاك رغم أنها كانت ترزح تحت نير الاستعمار٬ مضيفا أن هذا المؤتمر التاريخي الهام٬ الذي ضم الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت والوزير الأول البريطاني وينستون تشرشل إلى جانب الجنرالين الفرنسيين هنري جيرو وشارل ديغول٬ بحث قضايا مصيرية تتعلق باقتحام الحلفاء لصقلية وباقي التراب الإيطالي والدعم الممكن تقديمه لفائدة الاتحاد السوفياتي.
ومن جانبه٬ أكد المؤرخ وعضو أكاديمية المملكة عبد الهادي التازي أن هذا للقاء يشكل مناسبة لتقريب شباب البلدين٬ على الخصوص٬ من الأهمية التي اكتساها مؤتمر أنفا٬ والحيثيات التي صاحبت تنظيمه٬ موضحا أن المؤتمر عرف٬ إلى جانب حضور كل من روزفلت وتشرشل وديغول٬ مشاركة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس كزعيم دولة ذات سيادة رغم أن المملكة كانت حينها تحت الحماية الفرنسية.
وذكر بأن الرئيس الأمريكي عبر خلال لقائه بجلالة المغفور له محمد الخامس عن دعم بلاده لمطالب المغرب بالاستقلال والحرية وإنهاء الاستعمار الفرنسي للبلاد٬ مشيرا إلى أن جلالة المغفور له محمد الخامس قاد الحركة الوطنية٬ بعد أقل من سنة بعد ذلك٬ أي يوم 11 يناير سنة 1944٬ من خلال تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال.
واستعرضت باقي المداخلات لمشاركين مغاربة وأمريكيين مراحل تطور التعاون المغربي الأمريكي منذ عقد مؤتمر أنفا٬ مبرزين أن هذا المؤتمر٬ الذي ساهم إلى حد كبير في تسريع وتيرة تحرير المملكة من ربق الاستعمار الفرنسي٬ يعكس بجلاء الأهمية الاستراتيجية التي كانت تتمتع بها المملكة في مرحلة حرجة من تاريخ الإنسانية.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء٬ المنعقد في إطار الأيام الثقافية التي تنظمها القنصلية العامة للولايات المتحدةبالدارالبيضاء إلى غاية 31 يناير الجاري على شرف السيد جيمس روزفلت٬ عقد سلسلة من الندوات والموائد المستديرة واللقاءات حول مواضيع تهم مجالات متنوعة.
كما يشمل عرض الشريط الشهير "الدارالبيضاء" الذي أخرج سنة 1942 ويعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية٬ إلى جانب تنظيم معرض وسائطي تحت عنوان "انعكاسات" تم تصويره بالمجازر القديمة بالدارالبيضاء.