تنظم القنصلية الأمريكية العامة بالدارالبيضاء أياما ثقافية بمناسبة الذكرى 70 لمؤتمر آنفا، الذي انعقد في الدارالبيضاء سنة 1943. وسيتميز الاحتفال بهذه الذكرى بحضور جيمس روزفلت، حفيد الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت، المشارك في المؤتمر إلى جانب جلالة الملك الراحل محمد الخامس، ورئيس الوزراء البريطاني، وينستون تشيرشل، والجنرال شارل دوغول، ممثل المقاومة الفرنسية آنذاك. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة المقامة على شرف حفيد روزفلت أنشطة عدة تمتد من 15 إلى 31 يناير، منها لقاء حول موضوع "مؤتمر آنفا 1943: 70 سنة من التعاون المغربي الأمريكي"، تحتضنه المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، يوم 15 يناير، بمشاركة شخصيات بارزة من مؤرخين ومسؤولين مغاربة وأمريكيين، يستعرضون مظاهر التعاون بين البلدين من وجهات نظر مختلفة، بينهم حفيد الرئيس روزفلت، وعبد الهادي التازي، مؤرخ وعضو أكاديمية المملكة المغربية، وطارق التلاتي، رئيس المعهد المغربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، وجيمس ميللر، المدير التنفيذي للجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي، وجيري لوفتس، مدير المفوضية الأمريكية بطنجة. وسيعلن في نهاية اللقاء عن خلق منحة دراسية جديدة في مجال الدراسات الفلاحية سينطلق العمل بها السنة المقبلة، وتحمل اسم "مؤتمر آنفا". وتضم الأيام الثقافية، أيضا، محاضرة يوم 16 يناير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، تتيح للطلبة الجامعيين فرصة النقاش مع الحفيد روزفلت والمؤرخين البارزين الذين شاركوا في اللقاء حول مؤتمر أنفا، ومساهمته في تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية. كما يشمل البرنامج المعرض متعدد الوسائط "ومضات"، الذي سيحتضنه المصنع الثقافي للمجازر القديمة بالدارالبيضاء، طيلة الأيام الثقافية، وهو معرض أعد بتعاون مع جمعية "الدارالبيضاء الذاكرة"، ويقدم صورا فوتوغرافية تعكس تأثير الأسلوب المعماري الأمريكي على الهندسة المعمارية بمدينة الدارالبيضاء، وصورا، وتسجيلات فيديو، وأرشيفات صوتية، جلبت من المكتبة والمتحف الرئاسيين "فرانكلين روزفلت"، الموجودين بنيويورك، وهي وثائق تعرض لأول مرة بالمغرب، وتؤرخ لمؤتمر آنفا. وسيعرض الفيلم السينمائي "كازابلانكا"، الذي حافظ على مكانته كأحد أنجح الأفلام الكلاسيكية العالمية منذ عرضه الأول سنة 1942. ويظل مؤتمر آنفا الذي انعقد بالدارالبيضاء بين 14 و24 يناير 1943، المحطة التي لعبت دورا حاسما في تحديد سياسة الولاياتالمتحدة وبريطانيا تجاه دول شمال إفريقيا، التابعة لفرنسا حينها، كما شكل المؤتمر لحظة قوية في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية، حين سجل روزفلت إشارة اعتراف الولاياتالمتحدة بطموح المغرب المشروع في الاستقلال. ويشهد مؤتمر آنفا على الأهمية الاستراتيجية للمغرب آنذاك، رغم نظام الحماية الذي كان مفروضا عليه، إذ استقبل جلالة المغفور له محمد الخامس من طرف روزفيلت وتشرشل، كممثل لشعب حليف وصديق يحتل بلده مكانة مهمة في استراتيجية التحالف ضد النازية. وترجم احتضان المغرب لهذا المؤتمر الأهمية الاستراتيجية للمغرب في ذلك الظرف العصيب من الصراع. كما أبرز المؤتمر الدور الطلائعي الذي اضطلع به الرئيس الأمريكي روزفيلت، الذي كان مصمما على تنفيذ كل بنود معاهدة الحلف الأطلسي، المصادق عليها من طرف الحلفاء سنة 1941، والتي ارتكزت على الدفاع عن الحرية وعن استقلال الشعوب.