لايزال رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، يردد نفس الاسطوانة المشروخة التي ملّ منها الشعب الجزائري، حيث عاد إلى استعمال أوصاف "العصابة" والشرذمة" ليهاجم الحر اك الشعبي الذي انطلقت شرارته منذ 22 فبراير المنصرم، والذي يطالب برحيل النظام وكل رموزه بما فيهم قايد صالح نفسه. وفي كلمة ألقاها بمناسبة زيارته لمقر قيادة القوات الجوية بالجزائر العاصمة، قال قايد صالح إن بلاده "الحرة والسيدة في قرارها، لا تقبل أبدا أي تدخل أو إملاءات ولا تخضع لأي مساومات من أي طرف مهما كان"، مشيرا إلى أن هناك من وصفهم "بالعصابة"، بعد فشل "جميع خططههم لجؤوا إلى الاستنجاد بأطراف خارجية، لاسيما تلك المعروفة بحقدها التاريخي الدفين، والتي لا تحب الخير للجزائر وشعبها"! ودعا صالح في ذات الكلمته الشعب الجزائري بكافة فئاته "للوقوف إلى جانب وطنهم في هذه الظروف الراهنة وإفشال مخططات العصابة وأذنابها، من خلال المشاركة المكثفة والقوية وعن قناعة، في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، رغم انه يعرف ان كل الشعب يرفض ما يدعو إليه من انتخابات رئاسية في ظل الظروف والشروط الحالية. وفي محاولة لخلط الأوراق والهروب إلى الامام وعد صالح بتوفير ما سماه "كافة الضمانات الأكيدة والملموسة، التي تسمح بصون خيار الجزائريين عندما يدلون بأصواتهم أثناء الانتخابات الرئاسية القادمة، هي ضمانات جلية نرمي من خلالها إلى أن يشعر المواطن الجزائري بأن صوته سيصل إلى الوجهة التي ارتضاها، فالمسؤولية الآن أصبحت عند الشعب صاحب السيادة، وهو اليوم، في ظل هذه الضمانات الانتخابية، المسؤول الأول والأوحد عن خياراته" ، وهي عبارات لم يعد يثق بمضومنها الشعب الذي انتفض وعزم على تغيير الوضع.. يشار إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي فرضها قايد صالح على الشعب، يتنافس فيها خمسة مرشحين هم الوزير الأول الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، وزير الثقافة الأسبق والأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، إلى جانب وزير السياحة الأسبق، ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد. وفي الوقت الذي يعتبر فيه النظام الجزائري بأن تنظيم الانتخابات الرئاسية هو الحل الوحيد للأزمة التي تمر منها البلاد، يستمر المحتجون الجزائريون في النزول إلى الشارع تعبيرا عن رفضهم لهذا الاقتراع الذي يعتبرون انه سيؤدي إلى إعادة إنتاج "نظام" يريدون التخلص منه".