بعد الانتقادات التي وجهها المعهد الملكي الإسباني "إلكانو" (المقرب من السلطة) للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجرى يوم 12 دجنبر المقبل "بلا ناخبين!"، جاء الدور على وزارة الخارجية الإسبانية التي نصحت الإسبانيين بعدم المغامرة بالذهاب إلى الصحراء الجزائرية، بما في ذلك تندوف. وفيما يلي التفاصيل. إسبانيا قلقة بشأن الوضع في الجزائر وتعبر عن ذلك صراحة. وكدليل على ذلك، الموقفان المعبران عنهما بشكل متزامن بشأن الوضع في الجزائر. الأول صادر بشكل غير رسمي من خلال عضو مؤثر في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية "إلكانو" (El Cano) الذي يرأسه الملك فيليب السادس، ويتعلق الأمر بكبير المحللين في هذا المعهد حيزم إميرة فيرنديز Haizam Amirah-Fernández، الذي فوجئ مؤخرا "بغياب الناخبين" عن الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي فرضها الجنرال أحمد قايد صالح ويرفضها رفضا باتا الشعب الجزائري. أما الموقف الثاني فهو موقف رسمي صادر من خلال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية. "توصي وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بعدم زيارة مخيمات تندوف (الجزائر)، بسبب "عدم الاستقرار المتزايد" على الحدود الجزائرية مع مالي و"تكثيف أنشطة الجماعات الإرهابية" في منطقة الساحل والصحراء، وفقا لمذكرة تحذيرية صادرة يوم الأربعاء، 27 نوفمبر، عن وزارة الخارجية الإسبانية والتي نشرت على موقعها الرسمي على الإنترنت. تجدر الإشارة إلى أن رسالة التحذير المرسلة من قبل الدبلوماسية الإسبانية تأتي في اليوم التالي لمقتل 13 جنديا فرنسيا مساء يوم الاثنين 25 نوفمبر في حادث تصادم طائرتي هليكوبتر مقاتلتين كانتا تستعدان لتنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب. كما أنها تأتي بشكل خاص عشية الانتخابات الرئاسية الجزائرية المثيرة للجدل، وهي الانتخابات التي فرضها رئيس أركان الجيش الجزائري، الجنرال أحمد قايد صالح، ضد إرادة 40 مليون جزائري الذين يطالبون برحيل جميع بقايا النظام العسكري، كشرط مسبق لإجراء أية انتخابات رئاسية. "لن يكون هناك مراقبون دوليون في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 12 دجنبر. وربما قد لا يكون هناك ناخبون"، هذا ما كتبه حيزم إميرة فيرنديز يوم الثلاثاء 26 نوفمبر على حسابه على تويتر. وللإشارة فإن هذا الباحث يعد مرجعا مهما بالنسبة لوسائل الإعلام الإسبانية والأجنبية فيما يتعلق بتحليل القضايا الدولية. معلومة أخرى وهي أن التحذير الأسباني المزدوج (ضد الانتخابات بدون ناخبين وعدم الاستقرار في الجزائر) يأتي في وقت أعلنت فيه مصادر صحفية أن وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل سيتم استبداله بوزيرة الدفاع الحالية، مارغريتا روبليس، التي ستتولى المنصبين إلى غاية تشكيل الحكومة الجديدة. يشير هذا التحذير المزدوج إلى الوعي بمخاطر عدم الاستقرار التي تحدق بالجزائر، بما في ذلك ولا سيما مخيمات حمادة - تندوف، التي تعيش أوضاعا صعبة ويمكن أن تتفاقم عشية انعقاد المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو الانفصالية التي تواجه انتفاضة لساكنة المخيمات بسبب فساد القيادة الانفصالية وغياب أي بديل للوضع القاتل المفروض عليها منذ أكثر من أربعين عاما.