يشعر الجنوب إفريقيون بالقلق حيال وضعهم الأمني بسبب ارتفاع معدلات الجريمة بالبلاد، إذ أضحت جنوب إفريقيا خامس أخطر بلد في العالم، حسب مجموعة غالوب الدولية لاستطلاعات الرأي. وأوضحت المجموعة في مؤشرها الأخير، القائم على ألف مقابلة حول الجريمة وشعور الأشخاص بالأمن في الشارع وثقتهم بقدرات الشرطة، أن هذا الترتيب يرتكز على نظرة المواطنين المقيمين بالبلاد للوضع الأمني. ووفق ذات المؤشر، فقد تراجعت جنوب إفريقيا في الترتيب العام، برصيد 56 نقطة، لتصبح أحد البلدان التي حققت أسوأ النتائج في مجال تطبيق القانون، من أصل 142 بلدا. وحسب غالوب، فقد أعرب 31 بالمئة فقط من المواطنين الجنوب إفريقيين عن شعورهم بالأمان، بينما عبر 59 بالمئة منهم فقط عن ثقتهم بشرطتهم المحلية. وأبرزت خلاصات المؤشر أن جنوب إفريقيا تعتبر أحد الأماكن الأقل أمنا في العالم. وتأتي هذه الاستنتاجات لتؤكد تقرير (غلوبال بيس أنديكس 2019)، الصادر عن معهد "الاقتصادات والسلام" في بداية السنة الجارية، الذي أظهر استمرار تراجع جنوب إفريقيا في الترتيب باعتبارها إحدى البلدان الأكثر عنفا وخطرا في العالم. ويصنف مؤشر (غلوبال بيس أنديكس) 163 دولة وكيانا مستقلا حسب مستوى السلام فيها، ويستعمل 23 مؤشرا نوعيا وكميا من مصادر محترمة للغاية. وفي هذا المؤشر، تحتل جنوب إفريقيا الرتبة 127 في العالم ضمن البلدان الأكثر هدوءا في العالم، من أصل 163 دولة. وحسب المؤشر ذاته، تعد جنوب إفريقيا من بين أكثر 20 دولة في العالم افتقارا للأمن ولحماية المجتمع، متجاوزة بكثير بلدانا مثل سوريا والعراق وأفغانستان. وعلاوة على ذلك، تكلف جرائم العنف جنوب إفريقيا حوالي 97,4 مليار دولار، أي 13 بالمئة من الناتج المحلي للبلاد. وأظهرت أرقام رسمية صادرة في شهر شتنبر الماضي تفاقم الجرائم الخطيرة في جنوب إفريقيا خلال فترة 2018-2019، لاسيما جرائم القتل التي ارتفعت بنسبة 3,4 بالمئة. وحسب هذه المعطيات التي قدمها وزير الشرطة، بهيكي سيلي، ارتكب ما لا يقل عن 21.022 جريمة قتل في البلاد خلال فترة 2018-2019. وتسجل بعض المناطق في جنوب إفريقيا معدلات قتل أعلى من تلك المسجلة في مناطق حرب في العالم. ويرى المحللون أن ارتفاع الجريمة في جنوب إفريقيا لديه ارتباط مباشر بالأزمة الاقتصادية وغياب الفرص التي تنجم عن ذلك. ولم تنجح جنوب إفريقيا في التعافي من الأزمة المالية العالمية التي اندلعت سنة 2008. ويعاني اقتصادها، الذي يعد من بين الاقتصادات الأكثر صناعية في القارة، من معدل بطالة يصل إلى حوالي 30 بالمئة من الساكنة النشيطة، حسب الأرقام الرسمية. وفي فترة 2017-2018، ارتكبت أكثر من 20 ألف جريمة قتل في البلاد، أي بمعدل 57 شخصا في اليوم.