شكل التعاون المغربي- الإفريقي في مجال التهيئة المجالية محور لقاء نظمته فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب (مجال)، أمس الثلاثاء بدوربان بجنوب إفريقيا، وذلك على هامش القمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء المنعقد تحت شعار " تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة على صعيد القارة الإفريقية، تعزيز الشراكات من مدينة إلى مدينة"، الدور الرائد الذي تضطلع به فدرالية (مجال) في تجربة التعاون جنوب- جنوب هاته، والتي ارتكزت على الفرص الخاصة بالمدن الإفريقية في مجال التخطيط الحضري، بهدف تصميم مدن آمنة ومستدامة. وأكدت نائبة رئيس فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب، نجاة الكحلاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفدرالية، التي تشكل منتدى في خدمة 30 وكالة حضرية بالمغرب، تأسست سنة 2006 من أجل الإسهام في تبادل التجارب وتجميع الموارد، وخاصة للنهوض بالممارسات الجيدة على المستوى الوطني أولا، مبرزة أنها انفتحت انطلاقا من سنة 2016 على المحيط الدولي، وخاصة القارة الإفريقية. وأضافت أنه في إطار التعاون جنوب- جنوب الذي يدعمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبرمت فدرالية (مجال) سلسلة من اتفاقيات الشراكة مع المدن الإفريقية بهدف النهوض بتبادل الخبرات على المستويين التنظيمي والمؤسساتي، وكذلك في ما يتعلق بعمليات التخطيط الحضري والمجالي لفائدة المدن الإفريقية. وأوضحت الكحلاني أنه تم سنة 2018 التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقيات على هامش قمة "أفريسيتي" بين سبع مدن مغربية ونظيراتها من إفريقيا، مشيرة إلى أن فدرالية (مجال) منفتحة اليوم أمام عقد اتفاقيات شراكة جديدة من أجل توسيع شبكتها الإفريقية، وتحسين التبادلات والاستفادة من التجربة المغربية. من جهته، أكد الخبير في التخطيط الحضري، منصف فاضيلي، أن هذه المبادرة "ترتكز على خبرة إفريقية وموجهة للمدن الإفريقية"، مما يعكس الإرادة السياسية وروح التضامن والالتزام. وبعد أن ذكر بأن بلدانا إفريقية قليلة تتوفر على وكالات حضرية، اعتبر السيد فاضيلي أن ما تحتاجه القارة هو القدرة على تسيير المدن بكيفية مستدامة ومنسقة وذكية. وأوضح أن هذه الشراكة بين المدن التي أطلقتها فدرالية (مجال) تمكن من تحقيق عدة أهداف، منها بالخصوص، تحديد رؤية مشتركة مع عمل منسق في الميدان، وإدماج التخطيط الحضري في السياسات العمومية الوطنية، وإحداث وكالات حضرية على مستوى المدن الإفريقية الشريكة، حتى تمكن المدن من التوفر على آلية لصنع القرار. وبدورها، قالت عمدة مدينة دكار، سوهام الورديني، إن تجربتها مع فدرالية (مجال) كانت، منذ إطلاقها في عام 2018 ، غنية جدا، مضيفة أن الشراكة مع الفدرالية تتمثل في إعادة هيكلة جزء من المنطقة المركزية لدكار التي تشمل الميناء ومحطة القطار وساحة الاستقلال ومقر مجلس المدينة. وأشارت إلى أن أشغال هذا الورش قد تقدمت بشكل جيد ويجري وضع اللمسات الأخيرة للانتهاء من المشروع قريبا. وحرصت الورديني على التعبير عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يبذل جهودا حثيثة لدعم البلدان الإفريقية، مبرزة أن المغرب والسنغال بلدان شقيقان وأن التعاون بين البلدين يعود لسنوات طويلة. كما أكدت أن "هذا التعاون سيتواصل وسيتم تنفيذ مشاريع مهمة أخرى في المستقبل". وتنعقد القمة العالمية للقادة المحليين والإقليميين في إطار المؤتمر السادس لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة. ويشارك حوالي 3000 مندوب في أشغال هذه القمة التي تتميز بعقد 80 لقاء تتمحور حول الديمقراطية المحلية، وإنجاز أهداف التنمية المستدامة، والحوار بين الأجيال. وستعرف القمة أيضا تجديد الهيئات المسيرة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة.