على أنغام ماما أفريكا، تجولت فرقة موسيقية مكونة من منتخبين محلييين أفارفة في مؤتمر أفريستي 2018 الذي تحتضنه مدينة البهجة طيلة أيام (20-23 نونبر) بين أروقة معرض المؤتمر الذي زينته تقاليد الأفارقة، هكذا كانت الصورة مركبة في ذهن 8000 مشارك في قمة أفريستي، حيث عمت الفرحة قلوبهم كما أن الابتسامة لم تفارقهم. “المغرب في قلب افريقيا، وإفريقيا في كل جسد المغرب” هكذا نطق أحد الملوك الإفريقيا في تعليقه ل”كود” على المؤتمر. أفريستي.. المغرب من الاحتضان إلى القيادة هنا كل شيء غذا افريقيا، لا حديث سوى عن تنمية القارة الأم، وهو ما دفع برئيسة نساء افريقيا تطلق نداء عفويا من أجل إنقاذ الطفل الافريقي قبل فوات الأوان. لكن المرأة الحديدية داخل القارة السمراء، كما يحب الأفارقة وصفها، قالت بأن “الطفل ابن الأم ولا مجال للتراجع في تنمية المرأة الإفريقية”. كلام السيدة الأولى في افريقيا، لم يقتصر فقط على الطفل، بل عبرت عن شكرها للمغرب بالقول :”شكرا للمغرب شكرا لافريقيا”، وهو ما يراه متابعون بمثابة تحول تاريخي على المستوى الافريقي. فالمغرب حسب، عضو بارز في منظمة المدن والحكومات المحلية الافريقية، تحول من بلد محتضن إلى بلد “قائد” للتغيير. “إفريقيا هي المستقبل” صارت كلمة ينطقها الكل هنا بمراكش، اذ “هي خزان الثروات الطبيعية كما أن الكل في العام صار يتنافس عليها”. تبادل التجارب بين الحكومات المحلية الحكامة الترابية، تحديات الهجرة، محاربة الإرهاب، التمدن والتعمير، وغيرها من المواضيع كانت محط نقاش داخل أروقة “أفريستي مراكش”، بين ما يرى ضرورة تصدير مشروع “اللامركزية” الذي بدأه المغرب منذ مدة، وبين من يرى ضرورة التركيز على الانسان الافريقي وتطويره مع تنزيل التجربة المغربية (أي اللامركزية). لذلك استطاع المغرب اقتحام المدن، عن توقيع عدد الشراكات المثمرة والاتفاقيات الثنائية بين المدن المغربية ونظريتها الإفريقية، شملت تجربة الوكالات الحضرية في مجال التخطيط الحضري بالمغرب، والتوصل إلى اعتماد رؤية موحدة على الصعيد الإفريقي لتنزيل الأجندة الحضرية الجديدة. ومن هذه الشراكات كانت من توقيع منظمة “المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا”، وبرنامج “الموئل” التابع للأمم المتحدة، وشركة العمران، وفيدرالية “مجال”. روز وجه نسائي افريقي يتربع على عرش أفريستي لم تكن عمدة ليبروفيل روز كريستيان أسوكا، تحلم أن تقود إحدى أكبر المنظمات القارية، لكنها اليوم صارت رئيسة لمنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية، بعد انتخابها لولاية تمتد ثلاث سنوات. وجاء انتخاب كريستيان أسوكا خلفا لعمدة دكار السيدة سوهام الورديني، التي ترأست هذه المؤسسة لولايتين (2012 و2015). علاوة على ذلك، تم انتخاب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، السيد محمد بودرة، نائب الرئيسة لإفريقيا الشمالية. الحفل الختامي: ابتسامة أميرة وشجاعة المرأة فريقية على الساعة الثالثة وعشر دقائق، بدأ الحفل بإطلاق النشيد الوطني المغربي، ودخول الأميرة مريم شقيقة الملك محمد السادس التي تلت كلمة الاخير الموجهة للمؤتمر. الأميرة منذ دخولها إلى القاعة الكبرى المخصصة للحفل الختام، لم تفارقها الابتسامة وهي تنظر إلى العروض المقدمة في المنصة، خصوصا وأن حالة من “الشجاعة” امتلكت الجميع عندما تم الاعلان على برنامج الطفل الافريقي. وكان شريط الفيديو على معاناة أطفال الشوارع ب”افريقيا” الأكثر تأثيرا على القاعة، بالإضافة إلى كلمة مسؤولة اتحاد نساء افريقيا التي هزت القاعة بالتصفيق نظرا لقوة الكلمة. وأشاد الملك محمد السادس، في كلمته التي تلتها الأميرة مريم، بإطلاق حملة “مدن إفريقية بدون أطفال في وضعية الشارع”، كما نوه بمبادرة “الرباط مدينة بدون أطفال في الشوارع”، على وجه خاص، وهي التي تعد التنزيل النموذجي لهذه الحملة في المغرب. وأكد ملك المغرب، ضمن رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، قامت بتلاوتها الأميرة للا مريم، أن “من بين 120 مليونا من أطفال الشوارع في العالم، هناك 30 مليونا يكابدون مرارة العيش في شوارع قارتنا. وهو ما يعني أن ربع عدد أطفال الشوارع في العالم هم أفارقة”.