قال الخبير في ملف الصحراء المغربية والمحامي نوفل البعمري إن "خطاب المسيرة الخضراء لهذه السنة يمكن اعتباره خطابا تأسيسيا لمرحلة جديدة سيدخلها الملف على عدة مستويات خاصة منها على المستوى الأممي." وأكد جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء الماضي في خطابه السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، إن مبادرة الحكم الذاتي تعد السبيل الوحيد لتسوية نزاع الصحراء المغربية. وقال جلالته إن المغرب قد ظل "واضحا في مواقفه، بخصوص مغربية الصحراء، ومؤمنا بعدالة قضيته، ومشروعية حقوقه،" مضيفا أن المملكة ستواصل " العمل، بصدق وحسن نية، طبقا للمقاربة السياسية المعتمدة حصريا، من طرف منظمة الأممالمتحدة، وقرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي، عملي وتوافقي." "وهو الحل الذي تجسده مبادرة الحكم الذاتي، نظرا لجديتها ومصداقيتها، وصواب توجهاتها؛ لأنها السبيل الوحيد للتسوية، في إطار الاحترام التام للوحدة الوطنية والترابية للمملكة،" يضيف جلالة الملك. البعمري قال إنه وبموجب قرار مجلس الأمن الصادر نهاية شهر أكتوبر الماضي، "رسم ملامح الحل السياسي الواقعي،و حدد مداخله الرئيسية و هو بذلك يدفع بالنزاع إلى مربع جديد يعتمد اولا على الحل الواقعي المتمثل في الحكم الذاتي و المبادرة المغربية التي قدمها المغرب كأرضية للنقاش.". وأشار البعمري إلى أن قرار مجلس الأمن أكد "على كون الجزائر طرف أساسي في الملف و هو تأكيد يحدد من خلاله القرار الطرف المعني بأي لقاءات أو مباحثات،و يجعل من تنظيم الجبهة طرفا ثانويا، لذلك يمكن القول أن الخطاب الملكي يحمل في مضامينه ملامح هذا الحل و هذه المرحلة الجديدة، و هي مرحلة جديدة كذلك على المستوى الداخلي من خلال إعادة تصحيح العديد من الأخطاء التي نقع فيها عند قراءة الخريطة المغربية من خلال وصف أكادير بالجنوب المغربي مع أن الصحراء و أقاليمها هي الجنوب و مدينة أكادير عاصمة سوس وسط المغرب، و هنا أعلن الخطاب عن مشروع الطريق السريع و ربط السكك الحديدية في استنساخ لتجربة ربط مدينة طنجة بالعاصمة الرباط." وأضاف البعمري أن "خطاب المسيرة الخضراء أعاد التذكير بأهمية البناء المغاربي و ضرورة مواجهة التحديات الحقيقية المتعلقة بالتكامل الاقتصادي والتنمية و ليس العكس،هو ما يضفي طابع الجدية على المبادرة المغربية، مبادرة اليد الممدوة اتجاه الجارة الجزائرية و يجعل من هذه الخطوةليس استهلاكا خارجيا أو داخليا بل هي في قلب و صلب جدول أعمال المغرب، و قد سبقتها تهنئة الملك للجارة الجزائر بفوزها بكأس إفريقيا و اعتبره كما اعتبره الشعب المغربي فوزا لنا جميعا للشعبين معا، و هي نفس الروح التي تضمنها خطاب المسيرة الخضراء للسنة الماضية، نفس الخطاب بنفس العناصر التي تركز على التكامل الاقتصادي و التنمية و البناء المغاربي على قواعد تراعي مصالح شعوب المنطقة خاصة شبابها، هنا طرح الخطاب بوضوح و شجاعة كعادته القضايا المرتبطة بالانشغالات الحقيقية للمنطقة على رأسها انخفاض معدل النمو."