تمثل جهة الداخلة - وادي الذهب، من خلال العديد من الفرص الاستثمارية التي تتيحها والبنيات التحتية التي تتوفر عليها، ميزة بالنسبة للمقاولات التي ترغب في تطوير واستكشاف أسواق جديدة. وفي الصدد، اجتمع أزيد من 400 فاعل اقتصادي من المغرب وفرنسا وبلدان إفريقية، على مدى ثلاثة أيام في جوهرة الجنوب، بمناسبة انعقاد منتدى الأعمال المغرب - فرنسا (من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري)، للاطلاع على فرص الاستثمار والأعمال التي يتيحها مخطط التنمية الجهوية والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة. وتميز هذا الحدث، الذي عرف حضور 188 مستثمرا، و145 شركة مغربية و140 شركة فرنسية، بتنظيم عدد من الجلسات القطاعية (الصيد البحري، والمنتجات البحرية، والسياحة، والنقل والخدمات اللوجستية والتجارة)، ولقاءات بي 2 بي. وفي ختام هذا المنتدى الاقتصادي، أعرب العديد من رؤساء المقاولات الفرنسيين عن اهتمامهم الكبير بهذه المنطقة الصاعدة، ورغبتهم في المساهمة في ديناميتها الاقتصادية الاستثنائية. وهكذا، أبرز الرئيس المدير العام لشركة "ليد أليانس" المتخصصة في إضاءة ليد، فريدريك لوتيان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، جودة مشاريع التنمية المقدمة خلال المنتدى، موضحا أنه يخطط للاستقرار في الداخلة على المدى الطويل. وقال ليتين "أرغب في التعرف على المؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها الداخلة والسياسات العمومية في مجال الاستثمار ومناخ الأعمال حتى أتمكن من الحكم على جدوى الاستقرار فيها"، مشيرا إلى أن عوامل الجذب الاقتصادية المتعددة في الجهة ستعمل حتما على تحفيز مجموعات كبرى على الاستثمار فيها. وأضاف أن المغرب هو بوابة لإفريقيا كما أن الداخلة تشكل جسرا حقيقية لبقية بلدان القارة، مما سيعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية في الجهة، لاسيما في قطاعي الموانئ والفنادق. وفي تصريح مماثل، قال جان مارك بونجيوفاني، المدير العام لمقاولة "نوستريم"، التي تتطلع إلى تقديم حلول ملموسة في مجال البيئة، إنه "معجب" بمستوى المنتدى والدينامية التي يشهدها المغرب، معربا عن ارتياحه للتبادل الذي مكن من تطوير شبكته. وقد مكنت هذه التظاهرة الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين من الاطلاع عن قرب على مخطط التنمية الجهوية والأوراش التي يتم تنفيذها والتطلعات في مجال التنمية. وتتوفر الجهة كذلك على مخطط التنمية الجهوية الذي يتوزع على أربع محركات للتنمية تعنى بالسياحة البيئية والمستدامة، وتثمين منتوجات البحر والتنمية الفلاحية، والخدمات اللوجستية والتجارة واقتصاد القرب وريادة الأعمال. ويهدف هذا المخطط التنموي، الذي تبلغ ميزانيته 32 مليار درهم، إلى إنجاز 129 برنامجا هيكليا. وتشمل هذه البرامج سلسلة من المشاريع الهيكلية والمكملة لمشاريع برنامج التنمية المندمج، مثل إحداث مركز لوجيستي بجوار الميناء الأطلسي الجديد من خلال إنشاء "المنطقة الحرة لغرب إفريقيا"، وتعزيز الربط الجوي، بالإضافة إلى إنشاء قطب للسياحة البيئية على ضفتي خليج وادي الذهب. كما تميز هذا الحدث الاقتصادي بالتوقيع على اتفاقيتي شراكة بشأن تعزيز أنظمة التطوير الذاتي للمقاولات في جهة الداخلة - وادي الذهب، واستدامة وتطوير وإدارة المجمعات اللوجستية في بئر كندوز والكركارات. كما تم، على هامش هذا المنتدى، تنظيم زيارات ميدانية لتقديم مشاريع استثمارية كبرى في الجهة، كالضيعة الفلاحية بتاورطة، وتعاونيات الحليب، ومركز تأهيل الكفاءات التابع لمؤسسة فوسبوكراع. وشكل هذا الحدث الاقتصادي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في المغرب وعدد من الفاعلين الاقتصاديين، فضاء للقاءات فعالة ودينامية وغنية من حيث المضمون، من خلال مقاربة رابح - رابح بين فاعلين اقتصاديين مغاربة وفرنسيين، وتثمين المؤهلات التي تزخر بها جهة الداخلة - وادي الذهب كنقطة انطلاق ومحور لإفريقيا، وكذا عرض الفرص الاستثمارية التي تتيحها للمستثمرين في الجهة.