تم مؤخرا،إطلاع عد من رجال الأعمال، مغاربة و أجانب، شاركوا في زيارة استمرت ثلاثة أيام لجهة واد الذهب-الكويرة، نظمها مركز الشباب مسيري المقاولات، على ما تزخر به هذه الجهة من مؤهلات ثقافية وسياحية واقتصادية. وشارك أعضاء هذه المجموعة المتكونة من رجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني من مختلف الآفاق، يقودهم إدريس بلخياط رئيس مركز الشباب مسيري المقاولات، في يوم دراسي حول المشاريع الكبرى المهيكلة التي انجازها بجهة وادي الذهب- الكويرة لتعزيز البنية الأساسية في مختلف القطاعات وإعطاء دينامية أكثر للتنمية المحلية. وأوضح بلخياط خلال هذه اللقاء الذي حضره والي جهة وادي الذهب الكويرة عامل إقليم وادي الذهب حميد شبار والمنتخبون والمسؤولون المحليون، أن هذه الزيارة إلى الداخلة تكتسي أهمية خاصة لكونها تشكل فرصة لتعزيز العلاقات والتواصل بين الشمال والجنوب وللاطلاع على النمو الذي يشهده أقصى جنوب المملكة. وقدم بالمناسبة لمحة موجزة عن مركز الشباب مسييري المقاولات، الذي قال إنه يعمل على تحسين أداء المقاولات وتعزيز التعاون بين جميع الفاعلين في مجال المقاولات. من جهته، أكد شبار على المقاربة التشاركية والتشاورية المعتمدة في إدارة الشأن المحلي، مسجلا أن الجهة منخرطة في دينامية تنموية مستدامة، وتتوفر على بنيات تحتية مهمة تسمح لها بتعزيز جاذبيتها في مجال الاستثمار وتأهيلها لتصبح مركزا جهويا حقيقيا للتنمية كما استعرض بالتفصيل الأشغال والمشاريع التي تنفذ بالجهة، والهادفة إلى المحافظة على البيئة وتوفير كل شروط التنمية المستدامة والشاملة. وبالمناسبة، تابع المشاركون في هذا الملتقى سلسلة عروض قدمها رؤساء المصالح الخارجية ومدير المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة حول رصد واقع القطاعات التي يمثلونها وآفاقها المستقبلية، إضافة إلى المشاريع والبرامج التي تم وضعها لتقوية الدينامية المحلية وضمان تنمية مندمجة في هذا الجزء من المملكة. وحسب المعطيات التي قدمت بهذه المناسبة، فإن جهة واد الذهب-لكويرة، التي تمتد على نحو 20 في المائة من مجموع التراب الوطني، تتيح إمكانيات اقتصادية واسعة، خصوصا في قطاعات الصيد البحري والفلاحة والسياحة وتربية المواشي، التي تتيح فرص استثمار كبرى وتمثل إمكانيات تنموية هامة. وقد عرف قطاع الصيد البحري، الذي يعد قاطرة رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة، تحولا ملحوظا، إن على مستوى تفريغ الأسماك أو على مستوى تطور أسطول الصيد والتقنيات المستعملة، وأضحى ذلك ممكنا بفضل مخطط التهيئة الذي وضعته وزارة الصيد البحري بغية ترشيد المردودية وضمان استغلال عقلاني للموارد السمكية بالجهة. ويعتمد تطور هذا القطاع بالجهة على الموارد السمكية الهامة التي تزخر بها سواحلها التي تمتد على طول 667 كلم والبنيات الأساسية بالمنطقة، والمتمثلة في ميناء واحد وستة مواقع لتفريغ السمك خاصة بالصيد التقليدي وسبع مستودعات للسمك وست مزارع لتربية السمك و85 وحدة لمعالجة المنتوجات البحرية ومركزا للتكوين المهني البحري ومركزا للبحث في مجالات البحر. من جانب آخر، شهد قطاع تربية المواشي بدوره خلال السنوات الأخيرة تطورا مضطردا بالمنطقة، التي يوجد بها أكثر من 18 ألف رأس من الجمال و32 ألف رأس من الأبقار و25 ألف رأس من الماعز. كما تزخر الجهة بإمكانيات سياحية متنوعة من شأنها أن تسهم في تطور السياحة بهذه المنطقة وتبوئها مكانة متميزة. وعرفت الجهة خلال السنوات الأخيرة، أيضا، تطورا مهما في المناطق المسقية بواد الذهب، المخصصة بالأساس للزراعات المغطاة التي تنتج سنويا حوالي 35 ألف طن، منها على الخصوص 20 ألف طن من الطماطم، و12 ألف طن من البطيخ. ومن المرتقب أن يزور المشاركون خلال زيارتهم للداخلة التي تمتد إلى غاية بعد غد الاثنين، عددا من المشاريع والمنشآت، فضلا عن المواقع السياحية وبنيات أساسية أخرى.