"هسبريس" أصبحت فعلا بوقا رسميا لبعض الخونة والباحثين عن زعزعة الوطن. فمنذ ثلاثة أيام وهذا الموقع المغربي، الممول من طرف الإمارات العربية، يبحث عمن يعارض كلام عمار سعداني، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي سبق له أن صرح بأن "الصحراء مغربية وليست شيئا آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين"، وأن الجزائر بددت أموالا طائلة على مرتزقة البوليساريو دون جدوى، في وقت كان الأجدر أن يتم استثمار تلك المبالغ لصالح المواطنين الجزائريين. ولم يهدأ ل"هسبريس" بال حتى وجدت أحد قادة الجيش الجزائري المتقاعدين، ولا نعرف ماهي علاقة الموقع بهذه المصادر الحساسة داخل النظام الجزائري، حيث اتصلت به وأجرت معه حوارا لتسفيه أقوال سعداني ووصف هذا الأخير بأوصاف قدحية .. وعوض البحث عن أشخاص وازنين من سياسيين ودبلوماسيين وناشطين في المجتمع المدني الجزائري، لدعم أقوال سعداني والدفع في اتجاه خلخلة المواقف المتجمدة للنظام العسكري بالجزائر وتحطيم أحد الطابوهات التي ظلت الطغمة الحاكمة تتمسك بها وتحارب كل من اقترب منها أو حاول زعزعة اليقينيات حولها، اختارت هسبريس اللجوء إلى خدمات عبد العزيز مجاهد، الجنرال الجزائري المتقاعد، الذي قالت إن له قراءة معاكسة لما جاء في تصريحات سعداني. ووصف "صديق" هسبريس تصريحات القيادي البارز في "حزب بوتفليقة"، بأنه "أداة من أدوات العصابة في الجزائر"، وهو وصف يستعمله كثيرا قايد صالح، الحاكم الفعلي بالجزائر، لتوصيف كل معارضيه وحشرهم مع جماعة بوتفليقة والمقربين منه، رغم أن قايد صالح نفسه كان من الداعمين لبوتفليقة وأحد رجالاته الطيعين. ولم تكتف هسبريس بهذا، بل مضت في استعراض شتائم عبد العزيز مجاهد في حق الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، حيث اعتبر العسكري الجزائري المتقاعد كلام سعداني "ينمّ عن غباوة"، مضيفا أن أنّ "كلام السّياسي الجزائري عمار سعداني يصدر من جاهلٍ يجهلُ التّاريخ، ومن شخصية برزت في زمن الأقزام"، مضيفا أنّ "سعداني جاء به بوتفليقة خلفاً لكريم يونس، رئيس المجلس الوطني الشعبي سنة 2002". والحقيقة أن هسبريس في سعيها لتبخيس مواقف سعداني وبحثها عن أطراف متشبثة بيقينيات النظام الجزائري المعادية لمصالح المغرب ووحدته الترابية، نسيت أن تذكر القراء الكرام بما قاله وزير الإتصال الجزائري الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة والتي اعتبر فيها بأن موقف سعداني يخصه وحده، ولم يعمد الوزير إلى سب سعداني أو اعتباره من العصابة كما فعل صديق هسبريس.. كما أن هسبريس، التي تدعي المهنية والسبق الصحفي وتحاول أن تظهر بمظهر الملم الشأن الجزائري، لم تورد ردود سعداني الأخيرة التي أعاد التأكيد من خلالها على مواقفه من مغربية الصحراء، ودافع عن استقلاليته سواء تجاه ما يسمى بالعصابة أو تجاه قايد صالح.. تلك كانت بعض الملاحظات على خبر هسبريس، والتي تكشف بما لا يدع مجالا للشك بأن الموقع لا يمارس الصحافة بل شيئا آخر له علاقة بالخيانة والابتزاز، من خلال تلميع صورة بعض الأطراف التي تعاكس مصالح المغرب، ولنا في ارتماء الموقع بين أحضان الإمارات العربية دليل على ما نقول، بسبب ما تغذقه هذه الأخيرة من أموال على مسؤولي هسبريس.. قديما قيل :"تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها".