يواصل الجزائريون، اليوم الجمعة، للأسبوع الثلاثين على التوالي، حراكهم الشعبي الهادف إلى تحقيق مطالبهم المشروعة وعلى رأسها رحيل النظام وكل رموزه وضمان فترة انتقالية من أجل بناء جزائر ديمقراطية بعيدا عن إملاءات مؤسسة الجيش، الذي لايزايل يتحكم في رقاب المواطنين منذ استقلال البلاد سنة 1962.. ورفع المتظاهرون اليوم شعارات قوية تذكر قايد صالح بمطالب الشعب الرامية إلى رحيل النظام وكل رموزه وعلى رأسهم الفريق أحمد قايد صالح رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع الجزائري، الذي كان إلى وقت قريب يساند بوتفليقة ويدافع عن ترشحه لعهدة خامسة.. كما رفع الجزائريون شعارات مطالبة بنظام مدني، ورافضة لحكم العسكر، ورددوا :"راهو جاي راهو جاي العصيان المدني"، و"نظام قاتل" و"قايد صالح خائن"، و"سلمية سلمية"، و"الشعب يريد الاستقلال".. وبموازاة هذه المسيرات التي تعرفها العاصمة وباقي المدن الجزائرية، تتواصل سلسلسة الاعتقالات التي يريد من خلالها قايد صالح تخويف الشعب وإفشال الحراك.. وطغت على مسيرات اليوم، شعارات مطالبة باطلاق المعتقلين، وضمنهم كريم تابو الذي تم اعتقاله اول امس وتم حبسه بتهمة "المس بمعنويات الجيش"! وانطلقت أمس الخميس دعوات للتظاهر، اليوم الجمعة، للأسبوع الثلاثين على التوالي منذ انطلاق شرارة الحراك الشعبي يوم 22 فبراير المنصرم، وذلك للتأكيد على رفض تصريحات رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح، التي أشاد فيها بحكومة بدوي ورفض مطالب الشعب، وقرر تنظيم انتخابات رئاسية في تحد سافر لمشاعر الجزائريين الذين وصفهم ب"الخونة" و"العصابة" في محاولة لخلط الاوراق والهروب إلى الامام.. وسيكون لمواقف قايد صالح وقراراته الديكتاتورية تأثير قوي على حراك اليوم، وهو ما بدأ يتأكد منذ انطلاق مسيرات اليوم بالنظر إلى الشعارات المرفوعة التي تعتبر رسائل قوية إلى مؤسسة الجيش.. وتأتي مسيرات هذا الأسبوع، بعد يوم من تصديق أعضاء البرلمان الجزائري على قانون استحداث السلطة المستقلة للانتخابات وكذا مشروع تعديل القانون العضوي، وهو ما يلقي بظلاله على هتافات وشعارات المحتجين اليوم ، حيث يرفض الشعب قرارات قايد صالح الذي لايزال متماديا في تعنته ورفضه الانسحاب وترك الشؤون السياسية للمدنيين..