أكد الكاتب الصحفي المصري إلهامي المليجي، أن العالم بات يعي حقيقة تثبتها الجغرافيا ويؤكدها التاريخ قديمه وحديثه، بشأن مغربية الصحراء. وسجل الإعلامي المصري في مقال تحت عنوان "الصحراء المغربية.. بين واقع التاريخ والجغرافيا وسياسة التشظي المعادية"، نشرته اليوم الأربعاء صحيفة "المصري اليوم" ،على موقعها الالكتروني، أنه "من السخيف طرح القضية على أساس "حق تقرير المصير" بالاعتماد على حجج مصطنعة كاذبة وصيغ فارغة، دون الالتفات للبعد التاريخي، مبرزا أن هذا الأمر "يمثل تعسفا في فهم القضية فهما موضوعيا، وتزييف صفاتها التاريخية والاجتماعية والبشرية". وتابع أن "تفجير الصراع حول الصحراء المغربية لا يستهدف المغرب الأقصى فحسب، إنما يستهدف الأمة العربية بكاملها، فالتشرذم والتشظي هو الأجندة المطروحة من قبل الغرب للمغرب العربي، مثلما هو الحال في العراق والصومال والسودان وليبيا واليمن". وذكر بالمقال الذي نشرته الأسبوع الماضي صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية المرموقة، لواحد من أبرز كتابها ديون نيسنباوم، أكد من خلاله على أن الاستقلال ليس خيارا بالنسبة للولايات المتحدة لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية. وأوضح نقلا عن المقال ذاته، أن المسؤولين الأمريكيين الذين يتابعون عن كثب، المحادثات بشأن قضية الصحراء، صرحوا بأن الولاياتالمتحدة أعلنت بوضوح أنها لا تدعم مخططا يهدف إلى إنشاء دولة جديدة في إفريقيا. وبحسب كاتب المقال فإنه بات من المؤكد ، على ضوء الاكتشافات الآثارية الحديثة، أن هذه البقعة من ربوع المغرب (الصحراء)، قد سكنت طوال العصور الحجرية، من نفس الإنسان الذي سكن المغرب الأقصى، مبينا أن هذا الإقليم الصحراوي ظل على الدوام موقع حضارات متسلسلة، أثرت وتأثرت بما جاورها وعاصرها من حضارات العالم القديم، بعد أن توفرت فيها جميع الشروط للسكن المستديم. وأشار إلى أنه "إذا كان التحول الديموغرافي قد أثر بدرجة ما في النسيج القبلي القديم للمنطقة ، فإنه لم يؤثر على طبيعة علاقة القبائل الصحراوية بالوطن الأم، اذ لم يتنكر أي من ملوك المغرب لمتابعة المطالبة وإقرار حقه في الصحراء المغربية"، مشددا على أنه "بعد قيام الدولة العلوية التي انبثقت هي الأخرى من تخوم صحراء تافيلالت، تجلت سيادة المغرب على صحرائه في أوجه عدة، منها بيعة أعيان القبائل الصحراوية لأمير المؤمنين ملك المغرب، وسلطان المغرب كان على صلة وثيقة برجال السلطة المحلية وأعيان القبائل الصحرواية، الذين كانوا يأتمرون بأوامر السلطان ويعملون على تنفيذها جهويا ومحليا، وذلك من أجل الإبقاء على تماسك ووحدة التراب المغربي ووحدة التشريع في مختلف ربوع المغرب". وهذا النسق ، يؤكد كاتب المقال "يشبه عن قرب ما تواترته الأخبار عن أن المقاومة المغربية كان لها امتداد في تخوم الصحراء، وكانت على صلة وتعاون مع رجال المقاومة الصحراوية". وخلص الإعلامي المصري إلى أنه "بعد كل هذه الخواتم التوثيقية على الوحدة الجغرافية والبشرية، والروابط الطبيعية والسياسية الوثيقة بين المغرب الأقصى وصحرائه، والتي يندر أن نجد لها مثيلا في تاريخ البشرية، هل يعقل أن تنطلي علينا مخططات المتربصين الذين لا هم لهم إلا رسم الخرائط لإعادة تشكيل دولنا وأنظمتنا السياسية"؟.