ترأس جلالة الملك اليوم الأربعاء حفل أداء القسم للضباط خريجي المدارس العسكرية وشبه العسكرية، وتفضل جلالته ، فأطلق على هذا الفوج إسم "الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي". وقال جلالته في كلمة توجيهية للضباط "قررنا أن نطلق على فوجكم، إسم الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الذي يتقاسم مع والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، ومع جلالتنا، نفس المبادئ الثابتة؛ في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عن مصالحها العليا. وإننا نعتز بما يجمعنا به شخصيا، من روابط قوية ووطيدة، وعطف خاص متبادل. فكونوا، رعاكم الله، في مستوى ما يجسده هذا الإسم، من معاني الاستقامة والالتزام، والثبات على المبادئ، والغيرة الوطنية الصادقة؛ أوفياء لشعاركم الخالد: الله، الوطن، الملك". اختيار أسماء أفواج الضباط المتخرجين من المدارس العسكرية والمترقين من داخل سلك الجندية، ليس أمرا اعتباطيا، ولكن يتم اختيارها من بين الأسماء التي قدمت خدمات للبلاد ولها تاريخ مشع في مجالات متعددة، وإطلاق اسم اليوسفي على الفوج الجديد له دلالات عميقة. دعوة الضباط إلى السير على نهج اليوسفي، الذي كان معارضا شرسا، يعني أن مؤسسات الدولة ليس لديها مشكلا مع المبدئيين، ولكن لها مشكلة مع الانتهازيين حتى لو ادعوا الولاء لأنهم يمكن بسرعة أن يتحولوا إلى انقلابيين، واليوسفي من الناس الذين لا يبيعون دينهم، وهو الرجل العظيم، الذي وضع تاريخ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في كفة ومصلحة البلاد في كفة فرجحت لديه مصلحة البلاد، حتى لو أدى ذلك إلى قلاقل في حزب المعارضة التاريخي وغضب كثير من المناضلين. طريق الحكماء ليس سهلا، أما الأدعياء "فيطلع عليهم النهار" بسرعة كما يقال وينفضحون، ويظهرون طامعين في فتات الدنيا، بينما الأوفياء للمبادئ يهمهم تخليد أسمائهم في سجل أمجال هذا البلد، الذي عرف عناصر كبيرة من طينة اليوسفي وغيره. بإطلاق هذا الإسلام الكبير على فوج الضباط يكون جلالة الملك قد رفع السقف عاليا. سقف المبادئ والقيم النبيلة لخدمة الوطن. فالضباط هم رمز التضحية والإخلاص والدفاع عن حوزة الوطن. فالرمز التاريخي عنوان للتضحية ولا يمكن التقدم إلا بعناصر مؤمنة بقيم كبيرة. وهي رسالة إلى الأحزاب والتشكيلات السياسية في إطار تقديم اقتراحات لمناصب المسؤولية أن يكونوا من الصنف الذي يؤمن بخدمة الوطن وترجيح مصلحة البلاد على أية مصلحة شخصية مهما كانت.