ترأس جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بعد زوال اليوم الثلاثاء بساحة المشور بالقصر الملكي بتطوان، بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة عشر لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، حفل أداء القسم من طرف 1889 ضابطا متخرجا من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 294 ضابطة. وبهذه المناسبة، تفضل جلالة الملك، حفظه الله، فأطلق على هذا الفوج إسم «عثمان بن عفان». وبعد تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، ألقى جلالة الملك الكلمة السامية التالية: «الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول لله وآله وصحبه. معشر الضباط، يسعدنا أن نترأس اليوم حفل أداء القسم أمام جلالتنا، من طرف الفوج الجديد من خريجي المدارس والمعاهد العسكرية والأمنية، بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وهي مناسبة للتعبير عن اعتزازنا بما وفرناه لكم من تكوين حديث ومتكامل، وبما تتوفرون عليه من كفاءات ومؤهلات عالية. كما نؤكد حرصنا الدائم على التأهيل المستمر لكل مكونات قواتنا والعناية بأوضاع أفرادها من أجل تمكينهم من مواصلة النهوض بواجبهم الوطني في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وصيانة وحدة الوطن وسلامته. وقد قررنا أن نطلق على فوجكم إسم الصحابي الجليل، عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، لما كان يتحلى به من علم وتقوى، وثبات على المبادئ. فكونوا، رعاكم لله، في مستوى ما يجسده هذا الإسم من معاني الإخلاص والشجاعة والاستقامة، أوفياء لشعاركم الخالد : لله، الوطن، الملك. والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته». وبعد أداء القسم بين يدي جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استعرض جلالته، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مختلف وحدات الفوج الجديد. ويتألف الفوج الذي أدى القسم من 539 ضابطا تخرجوا من المدارس العسكرية العليا، من بينهم 99 ضابطة. ويتعلق الأمر ب: – الأكاديمية الملكية العسكرية – المدرسة الملكية الجوية – المدرسة الملكية البحرية – المدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية – مركز التكوين في الخدمات الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية. وينضاف إلى ذلك 413 من ضباط السلك الخاص والضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 12 سيدات ضابطات، تابعين للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي والقوات المساعدة. وينضاف إلى هذه الفئات من الخريجين ضباط الاحتياط خريجو المدارس العليا شبه العسكرية، والبالغ عددهم 937 (من بينهم 183 ضابطة)، والذين تخرجوا من المدارس التالية: – المدرسة المحمدية للمهندسين – المعهد الملكي للإدارة الترابية لوزارة الداخلية – المعهد الملكي للشرطة – المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين – مركز التكوين الجمركي. إثر ذلك، تفضل جلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بترقية عدد من الضباط السامين إلى رتبة جنرال وكولونيل ماجور، كما تفضل وأعطى موافقته السامية على جدول ترقيات أفراد القوات المسلحة الملكية إلى رتب أعلى برسم سنة 2018. وتندرج هذه الترقيات، التي تتم كل سنة بمناسبة الاحتفال بعيد العرش المجيد، في إطار الترقية العادية لأفراد القوات المسلحة الملكية بكافة مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي. وتعكس هذه الإلتفاتة المولوية الرعاية السامية والعناية الخاصة والموصولة التي يوليها صاحب الجلالة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لأفراد هذه القوات، وحرص جلالته على توفير كافة ظروف العيش الكريم لهم، سواء المادية منها أو المعنوية. وكان جلالة الملك قد استقبل يوم 29 يوليوز بالحسيمة الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، ورئيس اللجنة المكلفة بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية، والذي رفع إلى النظر المولوي خلاصات ونتائج الأشغال الخاصة بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية. وخلال هذا الاستقبال، عبر رئيس اللجنة المكلفة بالترقيات لجلالة الملك، عن تقديره العميق واعتزازه الكبير للرعاية والتوجيهات والتعليمات الملكية السامية، التي ألهمت ووجهت عمل اللجنة، خلال كافة المراحل. وحظيت خلاصات اللجنة وجدول الترقيات بموافقة جلالة الملك، الذي أعطى تعليماته السامية بإبلاغ تهاني جلالته إلى الذين تمت ترقيتهم، وحث كافة أفراد القوات المسلحة الملكية على الاستمرار في التفاني في إنجاز مهمتهم النبيلة، وفاء منهم للشعار الخالد : لله الوطن الملك». حضر حفل أداء القسم، على الخصوص، رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والملحقون العسكريون بالسفارات الأجنبية المعتمدة بالرباط، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.