قال محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء، إن دعوة جلالة الملك إلى تجديد النخب، رسالة سياسية مهمة جدا، للحكومة والأحزاب حتى تقدم الأفضل في التعيين في المناصب العمومية وشبه عمومية، وتأتي باعتبار أن هناك اليوم عدم حركية في استقطاب النخب والكفاءات التي يحتاجها المغرب. وشدد الأستاذ الجامعي أن المشكل اليوم بالمغرب "ليس مشكل استراتيجية أو مخططات بل مشكل تفعيلها وإنزالها على أرض الواقع، وهي المهمة المنوطة بالنخب"، مسجلا أن إلى جانب الدور الهام، الذي يجب أن تقوم به مختلف المؤسسات الوطنية، "أريد هنا، أن أؤكد على ضرورة انخراط المواطن المغربي، باعتباره من أهم الفاعلين في إنجاح هذه المرحلة". وأضاف زين الدين أن الخطاب الملكي، كان واضحا فيما يتعلق بتدشين مرحلة جديدة من شأنها أن تنقل المغرب "نقلة نوعية في مصاف الدول المتقدمة، لكن الأمر يبقى رهين مسألة محورية هي تجديد النخب، التي تعد القاطرة الأساسية لبلورة هذا النموذج التنموي". وأشار زين الدين الى أن بالمغرب اليوم أزيد من 160 ألف إطار خارج الأحزاب السياسية، كون المنطق السائد في التعيين هو منطق المحاباة والريع بين الأحزاب والأشخاص، ما يتعارض مع طريق صياغة نموذج تنموي قادر على الاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين." واعتبر زين الدين أن الخطاب دعوة صريحة للحكومة للبحث عن الكفاءات من مختلف القطاعات وخصوصا في الإدارة المغربية التي تحتاج إلى صحوة كبيرة جدا على مستوى تجديد النخب، والقطع مع الحسابات السياسوية ونظام الولاءات، على حساب الكفاءة والصدق والابتكار"، مضيفا أن "المغرب في حاجة إلى جيل جديد من النخب، ذلك أنه بانحصار هذه الأخيرة، يقع الشلل بالمجتمع". وأردف زين الدين قائلا: "إن دعوة الملك للمواطنين للانخراط والمساهمة الإيجابية في المشاريع والمبادرات التي سيقدم عليها المغرب، دعوة صريحة للكفاءات الوطنية غير المنخرطة في العمل السياسي والأحزاب التي تعد القناة الرئيسية لتقلد المناصب الحكومية والوظائف العمومية". وخلص إلى أن مسألة الكفاءة أساسية علاوة على المهنية وحس المواطنة، من أجل نجاح النموذج التنموي الجديد، لأنه مهما كانت صياغته، ما لم يتم تنزيله من نخب مؤهلة وذات كفاءة وتتمتع بالتجرد والمصداقية والرؤية النقدية للواقع المغربي، لا يمكن إطلاقا أن نراهن على نجاحه.