قال المختص الفرنسي في العلوم السياسية، شارل سانت برو، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يواصل بناء دولة حديثة في احترام تام لهويتها وتقاليدها العريقة. وأبرز في مداخلة له خلال أشغال الندوة المنظمة من قبل المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية حول موضوع " 1999- 2019.. عشرون سنة من الإصلاحات السياسية والقانونية والمؤسساتية في عهد جلالة الملك محمد السادس"، أمس الاثنين بمراكش، أن "عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس تميز بالإرادة في التطوير حتى لا يخلف المغرب الموعد مع التاريخ". وأضاف أنه "في المغرب ، الملك يجسد في الآن ذاته الحفاظ على التقاليد وتحقيق التقدم مما يفسر النهج الاصلاحي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأشار الخبير الفرنسي المرموق ، في مداخلة حول موضوع "النهج الإصلاحي للملك محمد السادس" إلى أن "طموح جلالة الملك يقوم على تعزيز تنمية يستفيد من ثمارها جميع الشرائح وخاصة الشباب والنساء ، تنمية متوازنة وعادلة ومدرة للدخل وفرص الشغل وتساهم في ارساء مناخ للاستقرار والسلم الاجتماعي وتشجع على اندماج المواطنين في الحياة المهنية والاجتماعية". واستطرد شارل سانت برو وهو أيضا المدير العام لمعهد الدراسات الجيو استراتيجية بباريس ومؤلف كتاب "محمد السادس أو الملكية المتبصرة "، قائلا إن "صاحب الجلالة يواصل أيضا بناء دولة وإدارة ناجعة لاممركزة تقطع مع السلوكات البيروقراطية ". كما ذكر بأن دينامية الاصلاحات التي تم اطلاقها بالمغرب منذ 1999 تاريخ اعتلاء صاحب الجلالة عرش أسلافه الميامين ، ساهمت في خلق مسلسل إصلاحات شاملة في احترام لخصوصيات المغرب. وأشار في هذا السياق، إلى أن "تعديل دستور 2011 يندرج في إطار هذا التوجه الإصلاحي لجلالة الملك ، انطلاقا من قناعة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن الملكية يتعين عليها القيام بإصلاحات على نحو مستمر"، مسجلا أن المؤسسة الملكية بالمغرب في جوهرها " تتبنى النهج الإصلاحي".
وأكد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس "ينصت دوما لتطلعات شعبه كما أنه يتحلى برؤية متبصرة تقوم على تحقيق التقدم في ظل الاستقرار"، موضحا أن "المشروع المجتمعي لجلالة الملك يرتكز على تحقيق التغيير والاصلاح والتطور بما يستجيب لانتظارات الشعب المغربي". واعتبر أن "قوة المغرب تتمثل في الميثاق التاريخي الذي يربط بين العرش والشعب، وأن خصوصية المملكة تتجلى في توفرها على ملكية تشهد تطورا مستمرا". وقال إنه "منذ 1999 وضع جلالة الملك محمد السادس كهدف تحقيق تطور المغرب مع الحفاظ على وحدته وطابعه الأصيل". وأضاف أن " على كل أمة أن تصيغ نموذجها الاقتصادي والاجتماعي بدل استنساخ نماذج دخيلة لن يقود إلا إلى الفشل. وهذا بالضبط رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وسجل أنه "في الوقت الذي تعيش فيه الأنظمة الجمهورية حالة الجمود، يتميز المغرب بملكية وطنية تتحلى بالدينامية وتتمتع بالشعبية "، قبل أن يخلص إلى القول أنه في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس "المغرب يعد أمة في تقدم مستمر". وشارك في هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين بتعاون مع المؤسسة الألمانية هانس سايدل، والمندرجة في إطار الاحتفال بالذكرى ال 20 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، أعضاء من الحكومة ورؤساء المؤسسات الدستورية وأساتذة باحثون من المغرب وخارجه. وشكلت هذه الندوة مناسبة للمشاركين لتحليل وتقييم مضمون أهم الاصلاحات المتخذة من قبل المملكة خلال العقدين الأخيرين في مختلف المجالات القانونية والسياسية والمؤسساتية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .