رصد تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية حجم الخسائر التي ستتكبدها العديد من البلدان، بما فيها المغاربية، نتيجة "الإجهاد الحراري" بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن "العالم سيتكبد خسائر ضخمة في الإنتاجية تعادل 80 مليون وظيفة بدوام كامل في عام 2030". ويعني "الإجهاد الحراري"، حسب ذات التقرير، وصول درجة الحرارة إلى مستوى يتجاوز ما يمكن أن يتحمله الجسم دون التعرض لتدهور نفسي، وهو ما "يحدث عادة عند درجات حرارة تتخطى 35 درجة مئوية، في مناخ عالي الرطوبة ". التقرير الصادر، الإثنين الماضي، تحت عنوان "العمل على كوكب أكثر دفئا: تأثير الإجهاد الحراري على إنتاجية العمل والعمل اللائق"، اعتمد على بيانات مناخية وفيزيولوجية، ويقدم تقديرات لخسائر الإنتاجية الحالية والمتوقعة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. وتعتبر موريتانيا من أكثر البلدان المغاربية التي ستعاني من خسائر إنتاجية نتيجة "الإجهاد الحراري"، حيث يتوقع التقرير أن تفقد 3.65 في المئة من مجموع ساعات العمل عام 2030، في مقابل 2.40 في المئة عام 1995، تليها تونس التي يتوقع التقرير أن تفقد 0.44 في المئة من إجمالي ساعات العمل سنة 2030 في مقابل 0.25 في المئة عام 1995. وتحتل ليبيا الرتبة الثالثة على الصعيد المغاربي على مستوى الخسائر الإنتاجية التي يتوقعها تقرير منظمة العمل الدولية، والذي يتوقع أن تفقد 0.25 في المئة من إجمالي ساعات العمل عام 2030 في مقابل 0.09 سنة 1995، تليها الجزائر التي ستفقد 0.19 في المئة من ساعات العمل عام 2030 في مقابل 0.07 في المئة سنة 1995. أما المغرب فيحل في المركز الأخير على الصعيد المغاربي على مستوى ساعات العمل التي يتوقع التقرير أن يخسرها نتيجة "الإجهاد الحراري "، حيث ستصل إلى 0.16 في المئة من مجموع ساعات العمل عام 2030 في مقابل 0.07 في المئة عام 1995. ويعتبر كل من قطاعي الفلاحة والبناء من أكثر القطاعات التي ستتأثر بفقدان ساعات العمل نتيجة "الإجهاد الحراري"، حيث يسجلان أعلى المعدلات في جميع البلدان المغاربية. وهي نتائج مشابهة لتلك المسجلة على الصعيد العالمي، حيث يقول التقرير إن " القطاع الذي يتوقع أن يكون الأشد تضررا على مستوى العالم هو الزراعة "، مضيفا أن "هناك 940 مليون شخص في العالم يعملون في هذا القطاع. ويتوقع أن تبلغ خسائره 60 في المئة من إجمالي ساعات العمل التي سيخسرها العالم بسبب الحر الشديد بحلول عام 2030 ". إلى جانب الفلاحة توقع التقرير أن يتأثر قطاع البناء بشدة ويخسر بحدود 19 في المئة من ساعات العمل العالمية في التاريخ المذكور. ونبهت المنظمة إلى خطر الحرارة الزائدة على الصحة المهنية، إذ "تحد من الوظائف والقدرات الجسدية للعمال ومن قدرتهم على العمل وبالتالي تضر الإنتاجية. وفي الحالات الشديدة، يمكنها أن تسبب ضربة شمس قد تكون مميتة ".