توقع عدد من مهنيي الدواجن أن يتكبد القطاع خسائر جديدة نتيجة موجة الحرارة التي ستجتاح المغرب ابتداء من اليوم، وذلك في تكرار لما وقع الشهر الماضي. وقال المهنيون إن جميع الضيعات استعدت لموجة الحرارة رغم أن ذلك أثبت بالملموس أنه لا يخفف من الخسائر إلا بنسب ضعيفة جدا، بالنظر إلى أن الحرارة تصل أحيانا إلى 48 درجة مئوية، في حين أن حرارة تقدر ب30 في المائة كافية للتأثير على تربية الدواجن.
وأعلنت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أول أمس الثلاثاء، أن المغرب سيشهد ابتداء من يومه الخميس وإلى غاية الثلاثاء المقبل 17 يوليوز الجاري موجة حرارة تتراوح درجاتها ما بين 38 و48 درجة.
وأوضح مسؤول قسم التواصل بالمديرية محمد البلعوشي أن موجة الحرارة ستكون مصحوبة ب»الشركي»، خاصة على مستوى الجنوب والوسط وداخل المناطق الشمالية والشرقية، مضيفا أن كتلا هوائية جافة وحارة قادمة من الصحراء الكبرى، ستهم الأقاليم الجنوبية وستتجه تدريجيا نحو الشمال. وستعرف درجات الحرارة العليا خلال النهار ارتفاعا، إذ يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الاعتيادية المسجلة في فصل الصيف.
وأكد مهنيو الدواجن أن موجة الحرارة الجديدة سترفع أسعار الدواجن إلى مستويات قياسية، بالنظر إلى أن الضيعات ستحاول تخفيض خسائرها من خلال الزيادة في ثمن البيع، مشيرين إلى أن أسعار الدجاج مثلا يمكن أن تصل إلى 18 درهما للكيلوغرام في حين يمكن أن تقفز أسعار الديك الرومي إلى 25 درهما للكيلوغرام، بينما يمكن أن تصل أسعار البيض إلى درهم و30 سنتيما.
واعتبر المهنيون أن تزامن هذه الفترة مع شهر رمضان الذي يزداد فيه الإقبال على استهلاك لحوم الدواجن من شأنه أن يشكل عاملا آخر في رفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
وكان رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن يوسف العلوي أكد الأسبوع الماضي أن أسعار الدواجن والبيض عادت إلى مستوياتها العادية وبدأت في الاستقرار بعد الارتفاع الذي تم تسجيله الشهر الماضي.
وقال العلوي إن موجة الحرارة التي شهدها المغرب مؤخرا خلال الفترة ما بين 25 و28 يونيو الماضي تسببت في خسائر بلغت نسبتها 12 في المائة في قطاع الدواجن على الصعيد الوطني، وهو ما انعكس على أسعار هذه المنتجات التي ارتفعت بشكل كبير، مضيفا أنه ابتداء من أول أمس الأحد، بدأت الأسعار في الاستقرار إلى حين بلوغها مستوياتها العادية.
وأكد أنه سيتم تموين الأسواق بشكل كاف بالبيض والدواجن خلال شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن منتجي الدواجن يعتمدون بشكل عام نهجا استباقيا خلال فصل الصيف من أجل الاستجابة للطلب الذي يزيد خلال هذه الفترة.
وكانت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن قد أفادت في بلاغ لها، بأن الخسائر المادية المترتبة عن موجة الحرارة هاته قدرت ب 55 مليون درهم نتيجة نفوق الدواجن و76 مليون درهم بسبب انخفاض أداء الإنتاج.
وقال شوقي الجيراري مدير الفيدرالية ل»المساء»، إن الخسائر التي تكبدها قطاع الدواجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تراوحت بين 40 و48 درجة بلغت أزيد من 13 مليار سنتيم، مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يؤثر على مستوى العرض من لحوم الدواجن في الأسواق ويدفع بالتالي الأسعار نحو مزيد من الارتفاع. وأضاف الجيراري أن خسائر القطاع تمثلت، بالأساس، في تسجيل حالات نفوق كثيرة بالنسبة للدجاج المنتج للبيض والديك الرومي، وكذا تراجع قوي في الإنتاجية، سواء على مستوى البيض أو اللحوم، موضحا أن نسبة النفوق بلغت 12 في المائة بالنسبة للدجاج المنتج للبيض، و5 في المائة بالنسبة إلى الديك الرومي، و2 في المائة بالنسبة إلى الدواجن الموجهة لإعادة الإنتاج، في حين أن 25 في المائة من الدجاج و10 في المائة من الديك الرومي فقدت نسبة مهمة من الوزن، بينما سجل تراجع في إنتاج البيض الموجه للاستهلاك ب10 في المائة.