استعرض الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، امس الخميس، الإجراءات المتخذة لإنجاح عملية عبور "مرحبا 2019"، والتي تشمل تعزيز البنية التحتية للعبور وتعبئة الموارد البشرية لمواكبة مغاربة العالم. وأكد الوزير المنتدب أن الاشتغال للاستجابة لانتظارات مغاربة العالم ومواكبة احتياجاتهم ينبغي أن يستوعب التحديات والرهانات الجديدة التي تفرض ضرورة تحصين هويتهم، خاصة لدى الأجيال الصاعدة، فضلا عن التحولات الكبيرة بخصوص تطلعاتهم على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأبرز أن عدد مغاربة العالم يبلغ حوالي 5 ملايين شخص موزعين على قرابة 100 بلد، 85% منهم يقيمون في أوروبا و70% منهم تقل أعمارهم عن 45 سنة، و20% منهم ازدادوا في بلدان الإقامة، مقدما معطيات حول بعض البلدان، حيث إن عدد المقيمين في فرنسا يبلغ مليون و250 ألف شخص 52% منهم نساء، كما بلغ عدد المقيمين بإسبانيا 880 ألفا، و700 ألفا ببلجيكا 460 ألفا منهم حاصلون على الجنسية البلجيكية. وتوقف الوزير عند حصيلة عملية العبور لسنة 2018 والإجراءات المتخذة برسم سنة 2019، مبرزا أن العملية تتم تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في ظل الحرص القوي لجلالته على توفير كل الظروف والإمكانات اللازمة لإنجاح هذه العملية، مبرزا أيضا الدور المحوري والريادي الذي تقوم به مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فضلا عن عمل اللجنة الوطنية لعملية العبور التي ترأسها وزارة الداخلية. وأشار الوزير إلى أن عملية العبور برسم سنة 2019 من الناحية التنظيمية، انطلقت يوم 16 ماي 2019. كما أن البنية التحتية لعملية العبور تقوم على أربعة موانئ، وهي ميناء طنجة المتوسط وميناء طنجةالمدينة وميناء الناظور وميناء الحسيمة، و20 مطارا على المستوى الوطني. وأوضح الوزير أن سنة 2018 شهدت عبور 5 ملايين و500 ألف شخص و676 ألف عربة، وبالنسبة لعملية العودة وحدها انتقل العدد من 2 مليون و370 ألف سنة 2014 إلى 2 مليون و870 ألف سنة 2018، حيث يرتقب أن يرتفع هذا العدد خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن تطور البنية التحتية مكن 41% من الذين يعودون إلى أرض الوطن يصلون عبر شبكة الطيران (مليون و180 ألف شخص) و43% عبر الموانئ (مليون و265 ألف). ومن ناحية المواكبة اللوجستيكية، قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن خلال هذه السنة بتعزيز 5 باحات للاستراحة داخل المغرب و5 أخرى خارجه. كما عملت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء على إضافة باخرتين ليبلغ العدد 28 باخرة مقابل 26 باخرة خلال السنة الماضية،كما تقرر تعزيز وتكثيف خطوط النقل البحري، بما يمكن من الاستجابة للانتظارات، حيث سيتم رفع عدد الرحلات على مستوى جميع الخطوط البحرية. وتم رصد 65 مليون درهم لتطوير البنية التحتية للموانئ، كما تمت تهيئة فضاء جديد بالقرب من ميناء طنجة المتوسط على مسافة 63 ألف متر مربع لاستيعاب أزيد من 1000 عربة وحوالي 250 حافلة. وأكد الوزير أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن ستواصل تعبئة الموارد البشرية الطبية والمساعدين الاجتماعيين والمتطوعين، كما أن مصالح الأمن الوطني والجمارك والدرك الملكي والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، ستواصل تعبئة الموارد البشرية بما يمكن من تأطير عملية العبور وتوفير الظروف المناسبة لها. وتم في نفس السياق تعزيز عملية المراقبة من خلال تجهيز المعابر الحدودية بعدد من معدات الكشف الإلكترونية والماسحات الضوئية. أما في الجانب التواصلي، فقد عملت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على إطلاق حملة تواصلية وإحداث تطبيق إلكتروني خاص بهذه العملية، وتحديث الدليل المتعلق بعملية العبور، الذي تم توزيع 250 ألف نسخة منه بست لغات سنة 2018. وبخصوص موضوع تحصين هوية مغاربة العالم، أشار الوزير إلى عدد من الإجراءات المتخذة وتهم إرساء اتفاقيات مع عدد من بلدان الاستقبال لتعليم اللغات الوطنية والثقافة المغربية لأبناء مغاربة العالم، حيث مكن مجهود الوزارة من رفع عدد المستفيدين من البرامج المتعلقة بتعليم اللغات الوطنية والثقافة المغربية إلى 70 ألف مستفيد، دون احتساب البرامج المقدمة من قبل بعض الجمعيات والمراكز التابعة للمساجد. وأطلقت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج في 2013 برنامجا تعليميا عن بعد في اللغة العربية والثقافة المغربية؛ كما قامت وزارة الجالية خلال العشر سنوات الماضية بتوفير ما يفوق نصف مليون من الكتب المدرسية المغربية لفائدة 150 ألف طفل تم توزيعها بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، فضلا عن 143 ألف كتاب مدرسي من قبل مؤسسة الحسن الثاني. كما تم خلال سنة 2018 تنظيم 311 عرضا مسرحيا باللغتين العربية والأمازيغية بينما سيتم خلال سنة 2019 برمجة نفس عدد العروض مع الانفتاح على دول أخرى. وتم إحداث مراكز ثقافية في عدد من دول الاستقبال (موريال، أمستردام) والأشغال جارية لإنشاء مراكز أخرى بكل من باريس وبروكسيل. وفي نفس السياق تم العمل على تنظيم 5 جامعات شبابية لفائدة مغاربة العالم على طول السنة وتأطير الناشئة عن طريق المخيمات والزيارات الثقافية؛ بالإضافة إلى تعبئة كفاءة مغاربة العالم عبر منتديات للكفاءات المغربية في المجالات العلمية والصناعية والخدماتية وإحداث شبكات للتنسيق بين هذه الكفاءات. وتتواصل، حسب البلاغ، المواكبة الاجتماعية والقانونية بالاستمرار في التكفل بنقل جثامين مغاربة العالم في وضعية هشاشة وبدون تأمين، بحيث أنه تم خلال 10 سنوات نقل 5 ألاف جثمان بغلاف مالي بلغ 197 مليون درهم.