ظن متتبعو الشأن الكروي المغربي أن تقنية التحكيم بالفيديو "الفار" ستعود بالنفع على الكرة المغربية أو على الأقل ستحفظ له حقوقها خلال مشاركاتها القارية والدولية، إلا أن ما وقع سواء للمنتخب الوطني أو للأندية الوطنية يظهر أن هذه التقنية زادت من الظلم الممارس على الكرة المغربية. المنتخب الوطني كان أول المتضررين من طريقة استعمال هذه التقنية خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، حيث رفض الحكم الأمريكي الذي قاد مواجهة المغرب أمام البرتغال الاستعانة بتقنية الفيديو رغم الخطأ الواضح الذي ارتكبه بيبي في حق المهاجم بوطيب والذي تسبب في استقبال شباك الأسود لهدف برتغالي، كما رفض الحكم ذاته استعمال التقنية للحسم في ضربة الجزاء التي طالب بها المنتخب المغربي. وفي الوقت الذي طالب فيه الأسود باستخدام التقنية في مباراة البرتغال دون تلقي أي رد إيجابي، جاءت مباراة المنتخب الإسباني في الجولة الثالثة ليحرم خلالها من الانتصار بعد احتساب هدف لرفاق إنييستا إثر استخدام الحكم لتقنية الفار في آخر دقائق المباراة، علما أن المنتخب الوطني كان متقدما في النتيجة بهدفين لواحد. واعتبر البعض آنذاك أن الظلم الذي تعرض له المنتخب الوطني في كأس العالم ناتج عن عدم توفر الحكام على التجربة الكافية لاستخدام هذه التقنية وعدم وجود قوانين واضحة تساعدهم على الاستعمال الجيد لهذه التقنية، إلا أن ما وقع للأندية المغربية في المسابقات القارية مؤخرا، عاد مرة أخرى ليظهر المشاكل التي تطرحها هذه التقنية رغم مرور سنة عن اعتمادها. نهائي كأس الكاف بين نهضة بركان والزمالك المصري طرح العديد من التساؤلات بخصوص استخدام الحكم لتقنية الفار، على أرضية ملعب برج العرب، كما أن نهائي دوري أبطال إفريقيا بمبارتيه ذهابا وإيابا أعاد إلى أذهان المغاربة ذكريات المونديال الأخير. البداية كانت في مباراة الذهاب بالرباط حين ارتكب الحكم المصري، جهاد جريشة، أخطاء قاتلة في حق الوداد الرياضي رغم استعانته بالتقنية، قبل أن توجه الضربة القاضية للوداديين خلال مباراة العودة بعدما فوجئوا بعدم رغبة الحكم الغامبي، باكاري غاساما، في استخدام التقنية بعد رفضه هدف وليد الكرتي بداعي التسلل، قبل أن يصدموا بشكل أكبر بعدما علموا عدم اشتغال التقنية من الأساس. وللمعلومة، فمباراة الترجي التونسي أمام الأهلي المصري السنة الماضية برسم نهائي دوري أبطال إفريقيا شهدت نفس السيناريو، إذ تم اعتماد التقنية في مباراة الذهاب بمصر قبل أن يتم إخبار الفريق المصري في لقاء العودة دقائق قليلة قبل بدايته بعدم إمكانية استخدام تقنية "الفار". بين عدم استئناس الحكام بطرق استخدام هذه التقنية والحيل التي أضحت تحاول ممارستها الأندية الإفريقية لاستغلال هذه التقنية، تجرعت الكرة المغربية مرارة الخيبات لحدود الساعة، معطى يظهر أن الغاية التي خلقت لأجلها هذه التقنية لم يتم بلوغها وهو ما يلزم الأجهزة الكروية العليا على مراجعة طرق استخدام هذه التقنية.