تناسلت أسئلة كثيرة حول من سيعوض الألماني هورست كوهلر، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية الذي قدم استقالته، في هذه المهمة الصعبة لإيجاد حل لنزاع دام لأزيد من 40 سنة، حيث ستكون الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومعها الأممالمتحدة مطالبة بإيجاد شخصية تتوفر فيها نفس الشروط التي كانت في كوهلر، وأن تحظى بإجماع من لدن أطراف النزاع، وهي مهمة ستكون صعبة وستزيد من تعطيل تسوية هذا الملف. وفي هذا الصدد، يرى عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في شؤون منطقة الساحل والصحراء، أن خليفة هورست كوهلر يجب أن يحظى بإجماع ورضا أطراف النزاع، مشيرا إلى أنه من الصعوبة إيجاد بديل له بالشروط التي وضعتها الولاياتالمتحدة وهو التسريع بإيجاد تسوية سياسية للملف وإلا سيظل الصراع داخل مجلس الأمن حول مدة التمديد لبعثة المينورسو، هل سيكون لستة أشهر أم لسنة. وأضاف الفاتيحي، أن حجم هذه الشخصية التي ستخلف كوهلر، مرتبط بمدى توفره على مجموعة من المهارات والكفاءات التي تشترطها أطراف النزاع حول الصحراء، وهي جد معقدة لكونها تدخل فيها حسابات سياسية جد معقدة بخلفيات سياسية مسبقة. وبالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، فتضع من شروطها في المرشح الذي سيخلف هورست كوهلر، أن يمتلك آلية الواقعية السياسية والبراغماتية لأن الإدارة الأمريكية ترى بأن بعثات حفظ السلام تكبدها خسائر مادية كبيرة، وبالتالي تعتبر بأن مشكل الصحراء يجب إنهاؤه لتخفف من الكلفة المالية التي تقع على عاتقها. ويدخل في اختيار بديل للمبعوث المستقيل، أيضا، حسابات عدد من الدول منها روسيا وجنوب إفريقيا، والاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل برأي الخبير في شؤون منطقة الساحل والصحراء، من اختيار المرشح مهمة صعبة بالنظر إلى حجم ما هو مطلوب أن يتوفر في سيرته الذاتية.