خلفت استقالة المبعوث الشخصي إلى الصحراء المغربية الرئيس الالماني الاسبق هورست كوهلر العديد من ردود الفعل، وقد تأسفت الخارجية المغربية على هذه الاستقالة التي قيل إنها تمت لدواعي صحية. لكن متتبعون لمسار العملية السياسية التي أطلقها كوهلر وساهمت في حلحلة الملف وعودة الأطراف إلى تكثيف اللقاءات والموائد المستديرة، يرون أن استقالة كوهلر وراءها الكثير من الدوافع، بالرغم من أن كوهلر كان يحظى باحترام كل أطراف النزاع المغرب الجزائر والبوليساريو موريتانيا، وبدعم الجميع من أمينه العام أنطونيو غوتيريس وكل الدول صاحبة النقض، من أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، والدول أصدقاء الصحراء. كما أن مجلس الأمن حرص منذ تعيينه مبعوثا أمميا إلى الصحراء المغربية على تمكينه من قوة ودعم استثنائيين عن طريق إدراج وتضمين دعمه كنقطة ذات أولوية ومكانة خاصة في قراراته، ونفس الشيء بالنسبة للأمين العام في تقاريره، وإعطائه ورقة بيضاء لتقديم إحاطات عن الحالة في الصحراء وعن تقدم العملية التفاوضية كل مرة ارتأى وقدر فائدة في ذلك. وكان الألماني هورست كوهلر أعطى زخما كبيرا للملف بعد السقوط الكبير الذي تسبب فيه كريستوفر روس، المبعوث الشخصي السابق، ونجح كوهلر في عقد لقاءات المائدة المستديرة وكان مقرراً عقد ثالثة في الشهر المقبل تجمع كل الأطراف، يكون موضوعها معدا في شراكة وتنسيق بينه وبين مجلس الأمن والولايات المتحدةالأمريكية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، ما هو مصير العملية السياسية التي بدأت مع كوهلر ؟.