فاقت مسيرات أمس الجمعة، كل التوقعات وكانت حاشدة في مختلف ولايات الجزائر، عبر من خلالها ملايين الجزائريين عن مطالب موحدة هي رحيل بقايا رموز نظام بوتفليقة، بما فيهم قايد صالح، ورفض أي انتخابات يتم تنظيمها بوجود هؤلاء، كما كان بمثابة رد فعلي وواقعي عن دعوات التفرقة والتخوين التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا. ومن بين الشعارات الاخرى التي رددها المشاركون في مسيرات هذا الجمعة التي تميزت بحضور نشطاء سياسيين وحقوقيين، "لا لإجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع يوليو"، و "من أجل دولة مدنية مثلما حلم بها الشهداء"، و"نعم لمحاسبة المتورطين في الفساد"، و"نحن شعب واحد ولا يفرقنا احد"، و"دولة مدنية وليس عسكرية" و"لا لحكم العسكر"، و"قايد صالح إرحل".. إدانة واسعة للاعتقالات والتضييق وتفاجأ الجميع في الجزائر العاصمة، بالتعزيزات الامنية المكثفة التي تم نقلها إلى وسط العاصمة، وبحملة الإعتقالات التي قامت بها قوات الأمن في صفوف العديد من المتظاهرين الذي قدموا في الصباح الباكر، حيث كان رئيس بلدية من تيزي وزو، قدم إلى الجزائر العاصمة من أجل التظاهر، شاهدا على عمليات الاعتقال والمضايقات، التي بدأت بمنعهم من دخول العاصمة. هذه الإجراءات كانت محل ادانة من طرف أحزاب ومنظمات، على غرار "الافافاس"، وجمعية "راج"، إضافة إلى تنديد قوي من طريق حقوقيين مثل بوشاشي وآيت العربي مقران. وتأسف الناشط الحقوقي والمحامي بوشاشي، في تصريحات لموقع "كل شيء عن الجزائر، لهذه الإعتقالات رغم أن الشعب الجزائري يخرج بطريقة سلمية حضارية، ، مضيفا أن الاجراءات التي قامت بها السلطات صباح أمس الجمعة، والمتمثلة في التعزيزات الأمنية والاعتقالات، هي "أنه لا توجد نية صادقة للذهاب إلى تحقيق مطالب الشعب". ومن جانبه قال مقران آيت العربي إن "من حق الشعب أن ينظم المسيرات السلمية وأن يتنقل عبر التراب الوطني بكل حرية. ولكن اليوم قامت مصالح الأمن بمنع الدخول إلى الجزائر العاصمة وحاولت احتلال الشوارع والساحات بقوة فاقت الأسابيع السابقة. كما قامت بنزع رايات الأمازيغية قصد الاستفزاز. وتم إيقاف عشرات الأشخاص واقتيادهم إلى مراكز الأمن". وتوحدت شعارات ملايين الجزائريين، الذين خرجوا إلى الشارع، حول رفض أي انتخابات رئاسية، تحت إشراف رموز نظام بوتفليقة، "مكاش انتخابات يا العصابات"، و"لا انتخابات مع الباءات" وغيرها من الشعارات، التي رددها المتظاهرون والتي تعتبر بمثابة رد على قايد صالح الذي يتمسك بانتخابات يرفضها الشعب، ويخرج في كل أسبوع ليعبر عن رفضه لها.