جاء في تقرير سنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، الذي نشر اليوم (الاثنين 29 إبريل)، أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ في عام 2018 أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود، مدفوعا بشكل أساسي من الولاياتالمتحدةوالصين والمملكة العربية السعودية. فيما خرجت روسيا من صفوف الخمسة الأوائل في مجال زيادة الإنفاق العسكري لأول مرة. وقدر معهد الأبحاث ومقره العاصمة السويدية أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 1.8 تريليون دولار في عام 2018، بزيادة 2.6 بالمئة عن عام 2017. ووفقا للمعهد فإن هذا يعني أن نصيب كل فرد على مستوى العالم من هذا المبلغ الإجمالي يصل إلى 239 دولارا للشخص الواحد. ولا تزال الولاياتالمتحدة تعتبر أكبر منفق في العالم بقيمة 649 مليار دولار، بزيادة عن العام السابق بأكثر من 4 بالمئة. وقالت أودي فليورانت، مديرة برنامج الأسلحة والإنفاق العسكري بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "الزيادة في الإنفاق الأمريكي كانت مدفوعة بتنفيذ برامج جديدة لشراء الأسلحة في عام 2017 في ظل إدارة الرئيس ترامب". وقال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن نصيب الولاياتالمتحدة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي بلغ 36 بالمئة في عام 2018، مشيرا إلى أنها أنفقت ما يقرب من إجمالي ما أنفقته الدول الثمانية الكبار التالية لها في القائمة، ومع ذلك، فإن إنفاق الولاياتالمتحدة لا يزال أقل بنحو الخمس عن أعلى مستوى إنفاق لها والذي كان في عام 2010. وجاءت الصين في المركز الثاني بإنفاق عسكري يقدر بنحو 250 مليار دولار، أي ما يعادل 14 بالمئة من الإنفاق العالمي. وارتفع إنفاق الصين بنسبة 5 في المئة في عام 2018، وهو ما يمثل أدنى زيادة سنوية للصين منذ عام 1995 وهو ما يعكس تباطؤ النمو الاقتصادي. وقال الدكتور نان تيان الباحث في معهد سيبري إن "النمو في الإنفاق العسكري الصيني يتبع النمو الاقتصادي العام للبلاد". من جانب آخر، ظلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة بمبلغ 67.6 مليار دولار، على الرغم من خفضها الإنفاق بنسبة 6 بالمئة مقارنة بعام 2017، وتلاها الهند وفرنسا، حيث ارتفع الإنفاق في الهند للعام الخامس على التوالي، مدفوعًا بشكل أساسي بالتوترات مع الصين وباكستان، وفقًا لمعهد الأبحاث. ويمثل إجمالي انفاق الدول الخمس الأولى في القائمة 60 بالمئة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي. فيما تراجعت روسيا إلى المركز السادس، بإنفاق يقدر بنحو 61.4 مليار دولار. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي لا تكون فيها روسيا ضمن الخمسة الكبار في قائمة الإنفاق العسكري منذ عام 2006. وأضاف المعهد أن الإنفاق الروسي لا يزال أعلى بمقدار الربع مقارنة بعام 2009. وتتضمن قائمة الدول العشر الأكثر إنفاقا أيضا كل من بريطانيا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية. ووفقا لمؤشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فإن الاتجاه العام هو خفض حصة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي في جميع المناطق منذ عام 1999. وقال المعهد إن ست من بين الدول العشرة التي يمثل فيها الإنفاق العسكري الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي - والذي يطلق عليه أيضا "العبء العسكري" - تقع في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح المعهد أنه يفتقر إلى البيانات من عدة دول بما فيها سوريا والإمارات وقطر واليمن. لكن استنادا إلى البيانات المتاحة، بلغ متوسط العبء العسكري في الشرق الأوسط 4.4 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.