انخرطت أزيد من 3000 أسرة من مختلف مدن المملكة في تظاهرة "الفطور في باب الدار" التي نظمت، أمس الثلاثاء، بمبادرة من "جمعية مغرب 21 لتنمية المبادرات الثقافية والفنية والاجتماعية". وتأتي هذه المبادرة إثر دعوة غير مسبوقة للجمعية عبر عدة مواقع بالشبكة العنكبوتية إلى كل المغاربة للانخراط بقوة فيها في يوم النصف من رمضان الذي صادف أمس لإحياء ثقافة التكافل وتقويتها بين المغاربة من خلال تنظيم إفطار جماعي بكل حي من أحياء المدن المغربية تتقاسم فيه الأسر لحظة من لحظات الفرح الرمضانية.
ومثل مكناس والرباط وفاس وطنجة والناظور وتطوان ومدن عدة، عرفت هذه التظاهرة ذات القيمة الإنسانية، نصب موائد مزينة بكل أشكال المأكولات والحلويات الرمضانية التأم حولها في الشارع العام ساكنة الأحياء وحتى المارة والسياح الأجانب وعابري السبيل، فشكلت لحظة التقاء وتآخي متميزة.
وعبر السيد عبد الغني بنسعيد، رئيس "جمعية مغرب 21 " وصاحب الفكرة بهذا الخصوص، عن ارتياحه الكبير للاستجابة لهذه المبادرة التي لقيت "صدى طيبا"، مشيرا إلى أنها مبادرة ذات بعد إنساني تروم التقارب بين الجيران.
وتسعى المبادرة أيضا، حسب السيد بنسعيد، إلى اقتسام لحظات الفرح التي يمنحها الإفطار الجماعي والالتفاف حول مائدة واحدة أمام أبواب المنازل والاشتراك في الأكل والشرب ودعوة أشخاص قد لا يستطيعون إعداد مائدة تشمل مختلف متطلبات الإفطار وأيضا خلق مساحة للإحتفال والتواصل والتلاقي والحوار بين أبناء الدرب .
وأضاف أن الموائد التي نصبت لهذا الغرض شارك فيها أيضا عدد كبير من اليتامى والفنانين والصحافيين والعامة الذين تقاسموا إفطار أمس لتشجيع هذه المبادرة وإعطائها إشعاعا أكبر.
ويرى أن تحفظ بعض العائلات عن المشاركة في هذه التظاهرة لم يكن إلا من باب عدم استيعاب أهدافها الحقيقية والنتائج التي يمكن أن تحققها خاصة منها تقوية العلاقة بين الجيران وخلق جو من التفاهم وتوثيق أواصر التعاون والتآزر وكل القيم الحميدة، معربا عن ثقته بأن المشاركة في السنة المقبلة ستكون أوسع بفضل تكثيف التواصل.