حظيت المبادرات المحمودة التي يطلقها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية عبر القارة الإفريقية، بإشادة قوية أمس الاثنين في نيامي. فقد أبرز رؤساء دول وحكومات لجنة المناخ الخاصة بمنطقة الساحل خلال مؤتمرهم الأول، الانخراط الموصول والرؤية المتبصرة لجلالة الملك في مجال مكافحة الظواهر المتطرفة الناتجة عن التقلبات المناخية، والتي ترخي بثقلها على الساكنة الإفريقية. ونوه القادة الأفارقة على الخصوص بإرادة جلالة الملك الدفع بإحداث ثلاث لجان إقليمية خاصة بالمناخ في إفريقيا (لجنة الساحل ولجنة حوض الكونغو ولجنة الدول الجزرية)، خلال قمة العمل الإفريقية التي انعقدت بمبادرة من جلالته في نونبر 2016 بمراكش. وفي هذا الصدد، توجه الرئيس النيجري في كلمته خلال افتتاح قمة نيامي، بالشكر لجلالة الملك محمد السادس على مختلف مبادراته لفائدة المناخ، ولاسيما إطلاق لجنة المناخ الخاصة بالساحل. بدوره، "جدد" رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو انغيسو، رئيس لجنة حوض الكونغو، التعبير عن امتنانه لجلالة الملك للدعم الثابت الذي ما فتئ جلالته يقدمه للجنة المناخ الخاصة بحوض الكونغو، وكذا للدعم "الموصول" لجلالته للجنة المناخ الخاصة بمنطقة الساحل. من جهته، نوه الرئيس الغابوني، علي بونغو، في كلمة تلاها نيابة عنه السفير الممثل الدائم للغابون لدى الاتحاد الإفريقي، هيرمان ايمونغولت، بريادية جلالة الملك وانخراط جلالته الشخصي من أجل إحداث لجان إقليمية تتكفل بقضية المناخ. ويبدو أن هذا التنويه لا يقتصر على الدول الإفريقية وحدها، ذلك أن وزير الدولة الفرنسي، وزير الانتقال البيئي والتضامني، فرانسوا دو روجي، الذي شارك في الجلسة الافتتاحية لقمة نيامي، أبرز "تبصر" جلالة الملك محمد السادس في مجال مكافحة التغيرات المناخية. وأشاد البيان الختامي لهذا المؤتمر بالعمل الذي يقوم به المغرب، بقيادة جلالة الملك، في مجال المناخ، حيث نوه القادة الأفارقة في قمة نيامي ب"الدور الريادي" لجلالته ورؤيته من أجل إفريقيا "قوية وفاعلة ومتأقلمة، وبجاهزية المغرب "الشريك المؤسس" في ما يتعلق بلجان المناخ الثلاث بإفريقيا. وأضاف البيان "أن المغرب عمل دائما من أجل تعاون جنوب - جنوب طموح كفيل بضمان تنمية منسجمة ومستدامة لإفريقيا. كما أشاد رؤساء الدول والحكومات بالالتزام الراسخ لجلالة الملك بتفعيل اللجان الثلاث الخاصة بالمناخ. "العمل الدؤوب" الذي يقوم به جلالة الملك حظي أيضا بإشادة وزيرة السياحة والبيئة بجمهورية الكونغو، السيدة أرليت سودان-نونولت، وهي أيضا منسقة التقنية للجنة مناخ حوض الكونغو. وأبرزت الوزيرة الكونغولية "العمل الدؤوب والمواكبة التقنية والمالية وكذا الإرادة السياسية لجلالة الملك من أجل الدفع بتعاون جنوب – جنوب" مستدام في مجال التغير المناخي. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر بالخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للمشاركين في القمة، والذي أعلن فيه جلالته التزام المغرب بالتكفل بدراسات الجدوى اللازمة لاستكمال خطة الاستثمار المناخي لمنطقة الساحل، بما يشكل دليلا آخر على الالتزام الراسخ لجلالته من أجل إقلاع "إفريقيا تملك زمام أمورها". وشارك في أشغال هذه القمة وفد مغربي مهم قاده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، وضم كلا من الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، السيد محسن الجزولي، وكاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، السيدة نزهة الوفي. واعتمدت قمة نيامي خطة الاستثمار المناخي لمنطقة الساحل التي تبلغ كلفتها 400 مليار دولار أمريكي، وتمتد للفترة 2019 – 2030.