كشفت الشرطة التركية، أمس الخميس، تفاصيل جديدة بشأن المتعاون المحلي في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. ونشرت الشرطة التركية نهاية عام 2018 صورة تجمع الشخص، مصطفى المدني، الذي قيل أنه ارتدى ملابس خاشقجي بعد مقتله، وبجواره شخص يرتدي معطفا به غطاء للرأس، ولكنه لم تؤكد هويته قبل اليوم، حيث أفصحت عن أنه المتعاون المحلي في قتل الصحفي السعودي، وفقا لصحيفة "يني شفق" التركية. وتظهر الصور التي تم نشرها أن كيس ملابس شبيه خاشقجي، كانت بيد المتعاون المحلي. وفي الأيام الأولى لاغتيال جمال خاشقجي، صرحت السعودية بوجود متعاون محلي، لكن الإدارة السعودية والنيابة لم تقدم أي بيان أو تعاون بالرغم من جميع دعوات تركيا. وكشف التقرير عن احتمال حرق جثة خاشقجي في فرن داخل منزل القنصل السعودي بعد تقطيعها، ليتمكنوا من القضاء بشكل كامل على الحمض النووي في الفرن الذي تصل درجة حرارته إلى ألف درجة، وهي كفيلة بأن لا تبقي ذرة من الحمض النووي البشري عند إلقائه بداخلها. وقال تقرير مديرية أمن اسطنبول الذي نشرته صحيفة "حرييت" التركية، إنه عثر على بئرين في منزل القنصل العام يتم إشعالهما عن طريق الغاز والحطب، موضحاً أن مسؤولي الأمن يتوقعون احتمالية حرق جثة خاشقجي بعد تقطيعها. وأفاد التقرير بأن فرقة الإعدام طلبت بعد قتل خاشقجي، من أحد المطاعم المشهورة في إسطنبول، لحماً بقصد الشواء يكفي لتحضير 32 وجبة، إلى منزل القنصل في إطار الخطة، مشيرا بالوقت ذاته إلى أن السلطات التركية مازالت تجري تحقيقاً حول علاقة ذلك بجثة خاشقجي. ونوه التقرير إلى أن موظف القنصلية قال لمن في الداخل، إنه رأى خديجة جنجيز ، لكنه لم يخبر عن وجودها وانتظارها الطويل بالخارج، وبحسب تقديرات مسؤولي الأمن في إسطنبول، أنه لو قام موظف القنصلية بالتبليغ عن وجود شخص في الخارج ينتظر خاشقجي أمام باب القنصلية، لتم استدراج خديجة جنكيز إلى الداخل للتخلص منها أيضا. وأشار التقرير إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب في تركيا تلقت 224 بلاغا حول جريمة قتل خاشقجي وقامت بتقييمها، من ضمنها بلاغ من موظف في وكالة ناسا بالولايات المتحدة، أبلغهم بأنه تم نقل جثة خاشقجي إلى القاهرة، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية التركية قيمت أيضا هذا الاحتمال. ورغم فحص تركيا لقنصلية المملكة باسطنبول ومقر إقامة القنصل وعدة أماكن أخرى خلال التحقيق الذي تجريه، إلا أن الشرطة لم تعثر على رفات خاشقجي، إلا أن المسؤولون أكدوا أن تنظيف بعض الأماكن في القنصلية ومنزل القنصل بواسطة المواد الكيميائية يدل على طمس الأدلة. وقبل أسبوع كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن محمد بن سلمان توعد جمال خاشقجي بأنه سيستخدم رصاصة معه إذا لم يتوقف عن انتقاده وسياساته، ونشرت الصحيفة تحليلا موثقا باتصالات مكالمات ومناقشاته مع رجاله تشكل في مضمونها ادلة ساطعة لتورط بن سلمان في قتل خاشقجي. وحسب تقرير للاستخبارات الأمريكية، كشفت عنه الصحيفة أن "بن سلمان"، تحدث، في سبتمبر 2017، مع الإعلامي "تركي الدخيل" أحد المقربين منه، وقال له إنه سيعيد "خاشقجي" بالقوة إلى السعودية، في حال عدم نجاح إغرائه بالعودة. وأضاف ولي العهد السعودي أنه في حال عدم نجاح عملية إرجاع "خاشقجي" بالقوة، فإنه سيلاحقه بالرصاص، واستنتج محللو الاستخبارات الأمريكيون، أن "بن سلمان" ربما لم يقصد هذه العبارة حرفياً، ولكن على الأرجح استخدم العبارة كمجاز للتشديد على أنه كان لديه نية في قتل الصحفي إذا لم يعد إلى المملكة. من جانبه قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، يجب على السلطات السعودية تسليم تركيا قتلة الصحفي جمال خاشقجي كدليل على رغبتهم في خدمة العدالة، مؤكدا تطابق نتائج تحقيقات بلاده مع ما توصل اليه الفريق الاممى فى اغتيال خاشقجي. كما شدد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو في وقت سابق على إن تحقيق الأممالمتحدة في مقتل خاشقجي يجب أن يبدأ.فى غضون ذلك جدد الاتحاد الأوروبى دعوته لإجراء تحقيق مفصل وموثوق فى الجريمة التى هزت ضمير العالم.