دعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي مساء اليوم الثلاثاء النواب البريطانيين الى اعطائها "تفويضا" لإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة مع الدول ال27 في الاتحاد الاوروبي قبل شهرين من موعد بريكست. ومن قبرص التي يزورها، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء الثلاثاء رفضه اعادة فتح المفاوضات هذه، معتبرا أن اتفاق الطلاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر هو "أفضل اتفاق ممكن ولا يمكن اعادة التفاوض" بشأنه. ودعا ماكرون الحكومة البريطانية الى أن "تحدد سريعا" لكبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه "المراحل المقبلة التي تتيح تجنب خروج من دون اتفاق، الامر الذي لا يتمناه احد، ولكن علينا مع ذلك أن نستعد له جميعا". وكان النواب البريطانيون رفضوا بأكثرية كبيرة في الخامس عشر من يناير الحالي اتفاق الانسحاب الذي تم التفاوض بشأنه على مدى اشهر بين تيريزا ماي والاتحاد الاوروبي. وبعد رفض البرلمان الاتفاق، لم تقترح تيريزا ماي خطة بديلة، خلافا لما كان يطالب به النواب، كما لم تتمكن من التوصل إلى توافق على خطة عمل جديدة خلال مشاورات اجرتها مع المعارضة ومع نواب من أكثريتها المحافظة. وقام عدد من النواب بإعداد تعديلات قد تتيح لهم الإمساك بشكل أفضل بملف بريكست، وقد يعرض عدد منها على التصويت ابتداء من مساء الثلاثاء. وافتتحت تيريزا ماي النقاش داعية النواب "الى توجيه الرسالة الأكثر وضوحا، قدر الامكان" الى القادة الاوروبيين، ليشرحوا لهم ما يريدونه، كما أعربت عن استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع بروكسل. وتابعت ماي "أنا لا اتكلم عن تبادل جديد للرسائل، بل عن تغيير كبير يكون ملزما قانونا لاتفاق الانسحاب". وقالت رئيسة الحكومة أيضا "ان التفاوض حول تغيير من هذا النوع لن يكون سهلا. هذا يعني اعادة فتح النقاش حول اتفاق الانسحاب، وهي خطوة أعرف بان استعدادات شركائنا الاوروبيين تجاهها ضئيلة" قبل أن تضيف "إلا أنني اعتقد انه بتفويض من هذا المجلس استطيع الحصول على هذا التغيير". وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية ان تيريزا ماي اتصلت الثلاثاء برئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بعد اجتماع لحكومتها، من دون كشف ما دار خلال هذا الاتصال. وخلال اجتماع الحكومة أعلنت ماي أمام وزرائها، بحسب ما نقل المتحدث باسم الحكومة عنها "أن تغييرات قانونية لل+باكستوب+ (شبكة الامان) ستكون ضرورية للحصول على دعم مجلس العموم"، في اشارة الى البند الموجود في اتفاق بريكست والمفترض أن يمنع عودة الحدود الفعلية بين مقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية، وجمهورية ايرلندا. وتابع المتحدث "هذا يعني اعادة فتح النقاش حول اتفاق الخروج"، مع تشديده على أن رئيسة الحكومة "تبقى مصممة على مغادرة الاتحاد الاوروبي في التاسع والعشرين من مارس" وهو الموعد المحدد لبريكست. وتدعم تيريزا ماي تعديلا على اتفاق الطلاق يستبدل بند "شبكة الامان" ب"ترتيبات بديلة". وقالت ماي إن هذا التعديل الذي قدمه النائب المحافظ غراهام برادي "يعطيني التفويض الذي انا بحاجة اليه للتفاوض مع بروكسل حول ترتيب يمكن ان يحظى بتأييد غالبية هذا المجلس". الا أن فكرة اعادة التفاوض حول الاتفاق أثارت ردود فعل متعارضة في صفوف المتظاهرين المؤيدين والمناهضين لبريكست المتجمعين امام مقر مجلس العموم في ويستمنستر. وقال فيليب ايستون (66 سنة) المؤيد لبريكست "لا بد من اعادة التفاوض لان الباكستوب غير مقبول". أما نيك جاكسون (48 عاما) المعارض لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، فانتقد الاصرار على اعادة التفاوض مع تأكيد الاتحاد الاوروبي رفضه لذلك. وقال في هذا الاطار "لقد قال قادة الاتحاد الاوروبي لا (لمفاوضات جديدة) وقالوا ذلك مرارا. ولا اعرف لماذا لا تفهم" في اشارة الى تيريزا ماي.