كشف وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أن المغرب «كان على علم بمخطط تعيين الرئيس الموزمبيقي السابق ممثلا للاتحاد الإفريقي في قضية أقاليمنا الجنوبية» . وأضاف مزوار – الذي كان يتحدث أمام أعضاء لجنتي الخارجية في البرلمان المغربي أول أمس الخميس – أن المغرب «تابع أيضا تحركات الشخص المعني من قبل أن يتم تعيينه رسميا». وأكد وزير الخارجية المغربي أمام البرلمانيين أن« الرئيس السابق جواكيم شيسانو قد بدأ تحركاته لفائدة من عينه قبل تعيينه رسميا». وأضاف المتحدث بأن دولا عديدة رفضت استقباله، وهناك من استقبلته وردت بالرفض القاطع على مبادراته باعتبار أن الملف بين يدي الأممالمتحدة». إلى ذلك، اعتبر صلاح الدين مزوار أن «الأزمة التي تعيشها الجزائر والبوليزاريو دفعتا في اتجاه تصديرها الى منطقة الصحراء ضد المغرب خصوصا». وهاجم وزير الخارجية السلوك الجزائري الداعم للانفصال، وإصراره على معاكسة المغرب. ووصف صلاح الدين مزوار، تصرفات الجزائر «لتقويض جهود المغرب» في حل نزاع الصحراء ب«البائسة»، متهما إياها بالوقوف وراء تعيين الاتحاد الأفريقي لمبعوث خاص الى الصحراء «خارج الجهود الأممية». وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن «الجزائر توظف كافة الموارد المالية واللوجستية لتقويض جهود المغرب الهادفة الى إيجاد حل متوافق عليه». واتهم مزوار الجزائر صراحة ب»الوقوف وراء تعيين الاتحاد الأفريقي لمبعوث خاص الى الصحراء خارج الجهود المبذولة في إطار الأممالمتحدة في محاولة سيكون مآلها الفشل». واعتبر الوزير ان «الطرق المستعملة من طرف الجزائر لتقويض جهود المغرب بائسة بمعنى الكلمة، ولا تعكس سلوك دولة»، مضيفا ان «صراعنا اليوم ليس مع البوليساريو ولكن صراعنا مع الجزائر». وعزا الأمر الى «وجود ضغوطات وإغراءات ومساعدات يتم تقديمها الى الدول التي ما زالت تدعم فكرة قيام دولة جديدة في المنطقة». واعتبر الوزير أن «محاولة الجزائرالجديدة هي محاولة للتغطية على ما تعرفه جبهة البوليساريو من تآكل داخلي بسبب مطالب شبابها، ومن ناحية ثانية للتغطية على أزمة النظام السياسي الحالية التي لا داعي للتعليق عليها». وكان المغرب قد عبر في فاتح يوليوز عن رفضه للقرار الأخير للاتحاد الإفريقي القاضي بتعيين ممثل خاص بملف الصحراء ، داعيا الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتجاهل هذا القرار ودعم المساعي الجارية تحت إشراف المنظمة الدولية. ويذكر أن المغرب انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية في شتنبر 1984 احتجاجا على قبول المنظمة لعضوية «الجمهورية الصحراوية»، لتظل عضوية المغرب بعدها معلقة في المنظمة، ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليوز 2001 والذي يضم حاليا 54 دولة. وربط المغرب منذ ذلك الحين عودته إلى الاتحاد الأفريقي بتعديل بند أساسي حول شروط العضوية في الاتحاد، وهو التعديل نفسه الذي سيؤدي إلى تعليق عضوية منظمة البوليساريو في الاتحاد، ويفتح الطريق أمام عودة المغرب.