مازالت ردود الفعل المستنكرة لقرار الاتحاد الإفريقي بتعيين ممثل خاص بقضية الصحراء تتواصل وطنيا ودوليا إذ عبرت رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا عن استنكارها الشديد للخطوة، التي اتخذها الاتحاد الإفريقي، حيال نزاع لا علاقة له بهذه المنظمة الإفريقية، وجاء في بيان الرباطة، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه أن المهمة، التي أنيطت بجواكيم شيسانو، بصفته ممثلا لقضية الصحراء المغربية، هي "خطة لاستفزاز المغرب ومنصب للكسب غير المشروع". وجاء، أيضا في البيان أن الاتحاد الإفريقي ارتكب خطأين عندما أدخل ملف الصحراء المغربية ضمن أجندته، "الخطأ الأول، كونه تصرف خارج نطاق ميثاقه، وتعامل مع ملف النزاع، في محاولة منه لإلزام طرف غير عضو، مانحا لنفسه سلطة لا يملكها حتى حيال الدول الأعضاء، مرتكزا في الوقت نفسه على عضوية البوليساريو، التي هي في الأصل أساس المشكل وأساس انسحاب المغرب من هذا التكتل الإفريقي". كما عزا بيان رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا الخطأ الثاني، الذي وقع فيه الاتحاد الإفريقي، إلى كون ملف الصحراء المغربية مدرج بشكل رسمي في أجندة المنظمة الدولية (هيئة الأممالمتحدة)، التي عينت مجموعة من المبعوثين الخاصين للأمين العام واستصدرت سلسلة من القرارات عبر مجلس الأمن الدولي، مرورا بعدد من المخططات والمقترحات، آخرها إجراء مخطط المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع المغرب والبوليساريو، تحت إشراف المبعوث الأممي الحالي كريستوفر روس. وتساءلت الرابطة في بيانها ماذا بقي للاتحاد الإفريقي في هذا الملف؟ وماذا سيفعل المبعوث الإفريقي، جواكيم شيسانو، أمام المبعوث الأممي، كرستوفر روس؟ وخلص بيان الرابطة الصحراوية الناشطة في فرنسا وأوروبا إلى أن "اللعبة مكشوفة، وأن جبهة البوليساريو مدعومة من قبل النظام الجزائري يقودان، منذ فترة طويلة، مناورات داخل المنتديات الإقليمية والدولية، انطلاقا من البرلمان الأوروبي مرورا بمختلف المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة، والآن من داخل الملعب الإفريقي، وهي مناورات مآلها الفشل كسابقاتها، لأن الباطل عندما يستهدف الحق لا ينال منه شيئا". ودعت الرابطة في بيانها جميع الجهات المسؤولة داخل المغرب وخارجه جمعيات وأحزاب ومؤسسات رسمية إلى استنكار الخطوة التي قام بها الاتحاد الإفريقي، وكشف مضامينها الخبيثة، وفضح الاتصالات، التي جرت في الكواليس وأفضت إلى هذا القرار الخطير. من جهة أخرى، نددت ثلاث منظمات مدنية (المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، والائتلاف الوطني للدفاع وحماية المقدسات، ومنظمة مغرب إفريقيا للثقافة والتنمية)، في بيان مشترك، بقرار الاتحاد الإفريقي بتعيين ممثل خاص لقضية الصحراء، واصفة القرار بالعمل "الاستفزازي والطائش وغير المسؤول". واعتبرت الجمعيات الثلاث خطوة الاتحاد الإفريقي محاولة بائسة دبرها خصوم المغرب للنيل منه بسبب النجاح الدبلوماسي، الذي حققه على الصعيد الإفريقي، خاصة في مجالات التعاون والتنمية والاستقرار، وهي مجالات فشلت فيها الأطراف الأخرى. ودعت المنظمات الثلاث في بيانها الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه الأممالمتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تجاهل قرار الاتحاد الإفريقي ودعم المساعي الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة.