هائم داخل السيارة اسبح في معاناة التفكير و ارهب كيانا كان قد لفظ انفاس ثقة اغتيلت في اقرب المقربين, لم نكن يوما نشك في قناعاتهم حتى اجبرونا على ان نصدم فيهم,المهم ان الطريق و لطوله جعلني احاصر بجمهور من الاخوة المهاجرين افارقة و سوريين ,فرج الله كرب الجميع ,انار الاخضر معلنا عن اشارة صدفة لا تقدر بثمن, انعرجت بعض الشئ الى اليمين و انا اهم بزيارة صديق لي في احدى البوادي,لاتلقف اشارة رجل اسمر البشر واضع لقبعة تقيه حر الشمس الحارقة هل انت متوجه الى هناك قلت شيئا ما ابتسم ركب الى جانبي اثنى و شكر بمنتهى الطيبوبة ,ومن لكنته اكتشف انه شقيق عربي قلت اخي هل انت سعودي قال لي لا انا سوداني متزوج من مغربية,بعد تبادل عبارات الاخوة و اواصر الصداقة بين شعبينا الضاربة في عمق التاريخ و المتمردة على المسافة و الجغرافيا,قلت له السودانيون يندمجون بسهولة بالمغرب اكثر من غيرهم بحسب تجربتي المتواضعة و لضيق مسافة الزمن و و قصر امتار الطريق حاولنا جاهدين ان نمدد التواصل و نرهبه حتى نتبادل اراءنا في القضايا فما الا 12 دقيقة حتى سبحنا في ملكوت الله الواسع. هنا هرب بي فكري بعيدا و امتعتني تجربة الرجل في الهجرة بعد ان نالت منه قسوة الزمن جاريا هاربا تائها بحثا عن لقمة عيشه بين لحظة و اخرى اكتشفت عوالم الرجل الكثيرة بعد ان حكى لي عن زواجه من مغربية و رحيله الى ليبيا التي طال به فيها المقام و عاش قريبا من الدولة بفضل وظيفته الاخيرة بقطاع الثقافة التي و ان كانت تذر عليه دخلا صغيرا الا انه كان يسعده اكثر فاكثر و هو يراه سادا لرمق عيش فلذات اكباده الصغار سعد لذلك و اطمانت له نفسه و كانه حلم قصير و رضى حياة ابتسمت على حين غرة و ان كانت فعلتها ببطء و شح طال امدهما حتى اشتعل لهيبل الثورة في ليبيا هنا اصبح صاحبنا محاصرا مكرها باختيار وجهته على عجل ,فالسفارة السودانية تستعجله باعتباره من رعاياها و نظيرتها المغربية تنذره كونه متزوج من مغربية و اصبح مباشرة من حقه الاستفاذة من الجنسية بفضل الزواج المختلط,حكاياته ثناء في ثناء عن قائد ثورة الفاتح من شتنبر العظيمة معمر القذافي و كيف كان موحدا لارض شيخ الشهداء عمر المختار لم يشكر و لا يثني على احد غير تشديده على نعمة الاستقرار التي ضمنها صاحب الكتاب الاخضر ,لينتقل بسرعة البرق الى احوال ليبيا اليوم بين الثوار و التشرذم و المهانة و الفوضى التي اصبحت عليها اليوم و كيف يتصرفون مع نجل القذافي سيف الاسلام و قطعهم اصابعه على حد قوله و ما ينتظر البلد من ثار لاهانة رموز القذاذفة. فما اثراني و شدني الى الرجل هو اندماجه في المجتمع المغربي و تشديده على تحصين نعمة الاستقرار ,هنا توقفت للحظة قدمت له نفسي فحياني و استطرد انا واحد من هذا البلد و رغم محدودية علاقتي بعائلة زوجتي اظل محسا بنعمة الانتماء الى المغرب و ساعمل جاهدا لاطعام صغاري و على قلة دخلي لن امد يدي لاحد و ساكون واحدا من المغاربة انتهت كلمات الرجل التي كانت نهاية قصة مهاجر اعجبتني قوة شكيمته و انصهاره في مجتمعات الهجرة و استماتته في ضمان قوت عياله. هنا حياني و رحل بالصدفة لاحترمه بشكل عميق و لافت و اذابني في عمق بساطته التي شدتني حتى اكتب عنها هذه الاسطر المتواضعة,و اقول ترى اذا كنت في محله هل استطيع فعل نفس الشيئ رغم الاعاقة التي تعرض لها في يده اليمنى,فلكم و لنا الحكم جميعا. سعيد معواج