بعد خمس دورات بكل من الرباط ومراكش ومكناس والجديدة أبت الجمعية إلا أن تربط الغرب بالشرق وتنظم ملتقاها السادس بمدينة وجدة لتدارس تيمة ذات راهنية في مجال التدبير المالي والمادي ألا وهي الجهوية والتسيير المالي والمادي الحصيلة والأفاق … ولقد كانت هذه الأيام الممتدة من 11 إلى 13 ابريل الجاري والمنظمة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية والمجلس العلمي لوجدة مناسبة أولا لدراسة ومناقشة المواضيع المدرجة في برنامج الدورة التي افتتح فعالياتها بكلمة ترحيبية وعرض تأطيري لرئيسة الجمعية سميرة مزيلي وبكلمة لرئيس المجلس العلمي الدكتور والعلامة مصطفى بنحمزة الذي تناول في كلمته البعد التأصيلي لمهمة التفتيش والمراقبة في الفقه الإسلامي موردا مؤسسة الحسبة كإحدى تمظهرات هذه المهمة في مراحل من الدولة الإسلامية قبل أن تأخذ أشكالا جديدة وبمسميات أخرى كالتفتيش والمراقبة والافتحاص معتبرا ما تقوم به الجمعية من صميم المهام التي ينبغي على كل مسؤول القيام به في دولة حديثة لها كل مقومات الوجود والاستمرار كالمغرب . وتميزت اللحظة بالتفاتة إنسانية أثلجت قلوب الحاضرين تمثلت في منح المجلس العلمي تذكرة عمرة للأستاذ عبدالله قريش المفتش الجهوي المتقاعد الذي تحمل الدورة اسمه عرفانا له بما قدمه لمنظومة التربية والتكوين عموما والمصالح المادية والمالية مسيرا ومفتشا من خدمات جليلة … وكانت كلمة السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بوجدة منصبة على أهمية الدور الذي تضطلع به هيأة المراقبة في التسيير المالي والمادي باعتبارها الهيئة التي ينفرد دورها بالحرص على احترام المساطر وإعطاء البعد التربوي الإنساني ما يستحقه من اعتبار وانخراط مما يجعل جدلية الصرامة والمرونة حاضرة في عمل الهيئة رغم صعوبتها منوها بدور الهيأة التي يعتبرها الأقرب إلى فهمه بفعل تخصصه …. وتميزت الأيام بإلقاء عرضين الأول تحت عنوان "لامركزية الشأن المالي بوزارة التربية الوطنية : التطلعات والمحدودية", للأستاذ مصطفى البوزيدي وعرض آخر تحت عنوان " التدبير المالي والمادي على ضوء الجهوية |:إمكانيات الملائمة للأستاذ عبدالسلام يونس مفتش المصالح المادية والمالية ومسير ثانوية ام البنين بفاس تلتهما في اليوم الموالي ورشتان \:ورشة تحيين النصوص والوثائق الدورية,وأخرى تناولت تتبع ومراقبة الصفقات العمومية في ظل المستجدات التنظيمية. تلك الورشتين اللتين عرفتا نقاشا جادا ومستفيضا وخرجتا بتوصيات واقتراحات ستتم صياغتها لتوجيهها إلى الجهات المعنية والى المجلس الأعلى للتعليم الذي وجه رسالة اعتذار عن الحضور للجمعية ويطلب موافاته بخلا صات الملتقى لاعتمادها في بلورة رؤيته المستقبلية لتدبير الشأن التربوي … ولعل اللحظة التي كانت مؤثرة بامتياز هي تلك الصبحية التكريمية لأطر مراقبة التدبير المالي والمادي الذين تمت إحالتهم على المعاش برسم سنة 2013 كانت لحظة احتفاء عاشها المشاركون في فعاليات الملتقى وعائلات المحتفى بهم تميزت بإتحاف الحاضرين بأهازيج من الفلكلور المحلي لوجده (الركادة) تفاعل معها الحضور وبما قدمه جوق للطرب الغرناطي الذي أتحف الحضور بوصلات موسيقية أصيلة. كما كانت المناسبة أيضا فرصة لرد الجميل للمحتفى بهم عبر كلمات مؤثرة وصادقة في حق المكرمين … واختتم الحفل على إيقاع الأمل في اللقاء مرة أخرى السنة المقبلة في دورة الأستاذين حبيبة حمية والعربي زاهر بمدينة المحمدية … وتجدر الإشارة إلى انه كانت للمشاركين فرصة زيارة معالم وجدة حاضرة عبدالمومن كما قاموا بزيارة لمدينة السعيدية حيث وقفوا على ما عرفته هذه المدينة الحدودية من مشاريع سياحية هامة واخذوا صورا تذكارية على مقربة الحدود مع الشقيقة الجزائر وهم يرنون إلى لقاء مغاربي يجمع الزملاء في المغرب الكبير لتقاسم التجارب في التسيير المالي والمادي ……………. عبدالسلام يونس وجدة لقطة من افتتاح فعاليات الملتقى