======= نظمت النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل(ف د ش) بمدينة شفشاون الجلسة الافتتاحية لانطلاق برنامج محاربة تشغيل الأطفال عبر المدرسة بمدن الشمال بشراكة مع مؤسسة إسكود الاسبانية. وذلك بحضور السيد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم عبد العزيز إوي، ونائب الكاتب العام والكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم لجهة طنجةتطوان، وأعضاء من المكتب الوطني، وبحضور ممثل عن النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لشفشاون وبعض ممثلوا النقابات التعليمية، وبعض جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالموضوع وجمعيات آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ ومنا ضلوا ومناضلات النقابة الوطنية للتعليم بجهة الشمال. وقد ترأس الجلسة الافتتاحية الأستاذ احميدة نحاس عضو المكتب الوطني والكاتب الجهوي لفاس بولمان، والذي أعرب في كلمته بعد الترحيب بالضيوف عن أهمية هذا البرنامج وعن محطاته التاريخية وعن التجربة التي تعتبر رائدة في العالم. كما لم تفته المناسبة للترحم عن أحد رجال النقابة والذي كان له الفضل الكبير في هذا البرنامج وإنجاحه وهو المرحوم المناضل المفضل الفوال. كما تقاسم مع الحضور بعض الذكريات الطريفة التي حدثت والنقابة تستعد لإطلاق هذا البرنامج لأول مرة حين كان البحث عن شركاء وبطبيعة الحال كانت الأولوية الوزارة الوصية على القطاع بكل مؤسساتها على المستوى المركزي والجهوي والمحلي خصوصا عندما قال مدير أكاديمية سابق " نتما نقابة أش دخلكم لشي تشغيل الأطفال ياك نتما نقابة كتدافع على رجال ونساء التعليم" نفس الكلام تردد على لسان مسؤول مركزي. في حين كانت كلمة الكاتب الإقليمي لشفشاون الأستاذ مصطفى لمريبح ترحيبية بالضيوف الكرام أما المنسق الوطني للبرنامج محمد السملالي فقد اعتبر استغلال عمل الأطفال بالمغرب ظاهرة منتشرة وتمس مئات الألأف من الأطفال الذين يتعرضون إلى إكراهات نفسية وجسدية متعددة تؤثر سلبا على حياتهم ومن شأنها أن تعوق نموهم، وتتركز محاربة هذه الظاهرة منذ بضع سنوات على الوقاية التي تتجه لمعالجة السبب الرئيسي والمباشر لولوج الأطفال سوق الشغل في سن مبكر، فالطفل الذي يغادر المدرسة يصبح بطبيعة الحال فريسة سهلة للاستغلال في سوق الشغل وقد ساهم برنامج محاربة تشغيل الأطفال عبر المدرسة في بناء منهجية وأدوات الوقاية من عمل الأطفال من خلال التدخل داخل المحيط المدرسي، إضافة إلى أنه جسد انخراط فاعل أساسي فيي معركة القضاء على تشغيل الأطفال هو الحركة النقابية كما جعل محاربة تشغيل الأطفال مهمة من مهام المدرسة تطرحها على نفسها علانية وتحاول معالجتها بشكل ملموس. أما كلمة الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل (ف د ش) عبد العزيز إيوي بعدما رحب بالجميع في هذا الحفل الافتتاحي لانطلاق برنامج محاربة تشغيل الأطفال من خلال محاربة الهدر المدرسي الذي سيستمر لمدة موسمين دراسيين مدارس موزعة على مدن وزان، الشاون، العرائش، والقصر الكبير. إن هذا البرنامج هو ثمرة تعاون ناجح مع رفاقنا في نقابة التعليم الإسبانية التابعة لمركزية (الاتحاد العام للشغل) والذي يندرج ضمن صيرورة التضامن والتعاون بين النقابات الأعضاء في الأممية للتربية. السيدات والسادة لقد وقع المغرب منذ عدة سنوات على عدد من الاتفاقيات الدولية لوضع حد لتشغيل الأطفال أقل من 15 سنة، كما لتزم منذ سنة 2000 في العاصمة أكرا(غانا) على تحقيق أهداف الألفية في مجال التنمية البشرية وعلى رأسها تعميم التمدرس وتحسين جودة التعلمات في أفق سنة 2015. ورغم التقدم الذي سجلته الأرقام سواء في مجال محاربة تشغيل الأطفال أو توسيع التمدرس فإن آلاف الأطفال في سن الدراسة لا يزالون محرومين من حقهم خصوصا في الوسط القروي، كما أن مدرستنا المغربية لا تزال عاجزة عن الاحتفاظ بكل التلاميذ الذين يلجونها إلى حين استكمال سلك دراسي على الأقل، فهناك أكثر من 300 000 تلميذ يغادرون المدرسة سنويا وتشكل هذه الأعداد من الفئتين كما هائلا من الأطفال الذين يكونون إما في شغل أو في وضعية شغل. لقد بينت العديد من الأبحاث والدراسات أن هناك أسبابا متعددة تؤدي بآلاف الأطفال إلى مغادرة المدرسة: صحية واجتماعية ونفسية وتربوية أيضا، كما بينت التجربة أن منظومتنا لا تتوفر حاليا على الإرادة والإمكانيات لمواجهة هذا الوضع، وبينت أيضا أن المقاربة الإدارية الرسمية لا تستطيع في الوضع الحالي أن تواجه كل الأعباء اللازمة لتحسين وضع المنظومة. إن منظمتنا لا تدعي امتلاكها لحل سحري لمعضلة تشغيل الأطفال ببلادنا، ولكنها تقدم بكل تواضع تجربتها التي تعتمد على ثمان سنوات من الممارسة الميدانية في عدة مؤسسات بمدن فاس ومكناس ومراكش والعرائش. حققت نتائج محترمة بفضل تضافر جهود العديد من الفاعلين من أساتذة وأستاذات، ومدراء، وأطر إدارية، وجمعيات تربوية، وآباء وأمهات، وسلطات محلية، ومنتخبون، ووزارة التربية الوطنية. لقد قدمنا الدليل العملي من خلال هذه التجارب النموذجية أن القضاء على الهدر المدرسي، وتجفيف منابع تشغيل الأطفال ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية والانفتاح اللازم على مختلف فعاليات المجتمع المغربي، بمقاربة جديدة تفتح المدرسة من جديد على محيطها الجمعوي والتربوي، وتجعل من المدرسة فضاء محببا للتلميذ. السيدات والسادة، إن المغرب وأطفال المغرب أمام تحديات ربح رهان المستقبل، والمعول في هذا الإطار على أن تلعب المنظومة التعليمية دورا رائدا في تنشئة وتكوين جيل المستقبل للاندماج في مجتمع يتعولم باستمرار. أملنا أن تأتي الإصلاحات المنتظرة النتائج المنتظرة والمطلوبة لتمكين الأطفال من التمتع بحقهم الإنساني في تعليم عمومي جيد ومجاني يتيح لهم الإنعتاق من الجهل والأمية وإمكانية الانخراط في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديمقراطي. وأملنا أيضا ألا تذهب جهودنا سدى وتبقى هذه التجارب يتيمة وأن تجد المتابعة اللازمة. شفشاون: عبد الالاه المنيا ري