جاب حوالي 600 طفل من مختلف المؤسسات التعليمية المتواجدة في الأحياء الشعبية لمدينة فاس، شوارعَ وسط المدينة، صباح أول أمس السبت، للتعبير عن مناهضتهم لتشغيلهم واستغلالهم. وبدت مسيرة هؤلاء الأطفال الاحتجاجية التي واكبتها عناصر من الأمن ورجال القوات المساعدة والوقاية المدنية أكبر من تظاهرات دعت إليها بعض المركزيات النقابية وجابت نفس شوارع المدينة. ورفع الأطفال المحتجون، الذين استظلوا بمظلة النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، شعارات ولافتات ترفض استغلال وتشغيل الأطفال وتنادي بتوفير مقاعد لهم في المدارس. ووجه هؤلاء الأطفال نداء خاصا إلى الجهات المعنية، وهم يختمون تظاهرتهم التي طالبوا من خلالها بحماية طفولتهم، معتبرين أن المدرسة هي المكان الطبيعي للطفولة. وتندرج هذه التظاهرة في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال. وقال حميدة نحاس، أحد النقابيين الذين رعوا هذه المسيرة الاحتجاجية، إن خروج أطفال فاس إلى الشارع للتظاهر يدخل في إطار برنامج لمحاربة تشغيل الأطفال، من خلال محاربة الهدر المدرسي بدأ في المدينة سنة 2004، بشراكة بين النقابة العمالية الهولندية والنقابة الوطنية للتعليم ووزارة التربية الوطنية. واستهدف هذا البرنامج، لمدة أربع سنوات، عددا من المؤسسات التعليمية في الأحياء الشعبية للمدينة، وتم تعميمه، بفعل نجاحه، على 5 جهات أخرى للمملكة، مع تمديد عمره لمدة سنتين إضافيتين. ويرمي هذا البرنامج إلى تحسيس جميع الأطراف المتدخلة في العملية التعليمية بمخاطر الهدر المدرسي والمساهمة في تحويل فضاء المؤسسات التعليمية إلى فضاءات لاستقطاب الأطفال وتكوين الأساتذة في مجالات التواصل وسن برامج للدعم التربوي للتلاميذ وتنظيم أنشطة تربوية وترفيهية لفائدتهم، سواء داخل هذه المؤسسات أو خارجها. وسيستمر هذا البرنامج إلى غاية 2011. وانتقد نحاس حميدة، المنسق الوطني المساعد لهذا البرنامج، تعامل الحكومة مع ملف تشغيل الأطفال، متهما إياها ب»التقصير». وطبقا لأرقام رسمية، فإن ما يقرب من 600 ألف طفل يوجدون حاليا في سوق الشغل في المغرب. كما أن حوالي 800 ألف طفل لا يلتحقون بالمدرسة. وقال نحاس، وهو كذلك كاتب جهوي للنقابة الوطنية للتعليم، إن الأرقام الحقيقية تفوق الإحصائيات الرسمية بكثير، واصفا هذه الظاهرة بالخطيرة وموردا أن المؤشرات تؤكد أنها في تزايد مستمر.